هنود حديقة زينجو

في كل مكان من العالم الكبير يعيش أناسٌ سوانا، ملايين من البشر، قد يشبهوننا قليلاً، وقد يختلفون عنا كثيراً، لكنهم جيراننا، فهم يسكنون كوكب الأرض، الذي نقطنه نحن أيضاً. هذه صفحات للتعرف عليهم.

سمعتُ كثيراً من الأساطير التي تروى عن نهر الأمازون، وحوضه، والمناطق التي حوله، وهو النهر الذي يتدفق في قارة أمريكا الجنوبية، لكن أعجب القصص التي تحكى قد تكون حقيقية، مثل حكايات: هنود حديقة زينجو!

زينجو نهر يتكون من عدة أنهار تجتمع معاً مثل جذور في شجرة كي تصب في الجذع، ليكون زينجو أحد أكبر الأنهار التي تضخ ماءها في جنوب نهر الأمازون.

يجتمع أعلى نهر زينجو مجموعة من البشر الذين يعيشون بسلام معاً، رغم أنهم جاءوا من 11 قبيلة مختلفة! ومن العجيب أن أشكالهم تتشابه بينهم رغم الاختلاف الكبير بين أصولهم. ويبلغ مجموعهم 760 شخصًا فقط، ويتحدثون فيما بينهم باللغات الهندية البرازيلية.

تبتعد القرى عن النهر بنحو ميل أو ميلين. وبعض القرى تعيش حول بحيرات تكونت من الأنهار الصغيرة. وتتكون القرية من أكواخ ترتفع إلى 30 قدماً ويبلغ عرضها 40 قدماً. ويعلق السكان على جدران الكوخ متعلقاتهم، التي تستخدم في الطهو، وإشعال النار، أما في منتصف القرية، فيوجد مكان ضخم للتخزين، يسمونه (مالوكا).

يحافظ رجال القبيلة على نشاطهم ولياقتهم بممارسة رياضة المصارعة بشكل دائم، وهم يقصون شعورهم مثل سقف الكوخ الدائر على رؤوسهم. وهم يتزينون أكثر من النساء. ويمارسون الصيد مع عائلاتهم.

طوال العام هناك احتفالات ومهرجانات لهنود حديقة زينجو ، ويجهل العلماء الذين زاروا المنطقة بعض أسرار أعيادهم، وخاصة الملابس الغريبة التي يرتدونها، لكنهم يعرفون أن هذه الاحتفالات توحِّد بين الفرد وقبيلته.

يُعالَج هنود حديقة زينجو بواسطة الحكومة البرازيلية، ويسمح لهم بمزاولة حياتهم الطبيعية، التي توارثوها عن الأجداد. ليس فقط في طريقة الغناء وأساليب الاحتفالات، وإعداد الطعام، بل في طلب العلم وممارسة العمل والعيش بسلام. هذا السلام بين هذه القبائل المختلفة رشحهم ذات عام للفوز بجائزة نوبل للسلام.