طابع البريد ليس علامة مميزة توضع على الرسائل لتبين أن أجرة البريد مدفوعة مسبقاً. ولكنه لوحة فنية مصغرة تؤرخ للمكان والزمان، ويقول أحد المؤرخين: «في التاريخ طوابع، وفي الطوابع تاريخ».

وتحرص معظم دول العالم على استضافة معرض الطوابع العالمي في إحدى مدنها، وينـظم مرة في السنة على الأقل في مدن مختلفة، ويتم اختيار إحدى المدن الأمريكية لاستضافة هذا المعرض مرة كل نحو عشر سنوات.

كما تقيم بعض الدول معارض محلية لطوابع البريد، حيث إن الهدف من هذه المعارض تشجيع عملية توثيق التاريخ البريدي للدولة، كما أنها دعوة للشباب للتعرّف إلى هواية جمع الطوابع.

وتقوم دائرة البريد للدولة المنظمة للمعرض بالتعاون مع جمعيات هواة الطوابع بطبع كتالوج خاص بالمعرض يحتوي على صور الطوابع النادرة للدول المشاركة، وملصق عن تاريخ الخدمات البريدية للدولة، وتوزيع كتيبات ونشرات عن دوائر البريد، ويكون بالمعرض منصات لعرض مجموعات الطوابع النادرة والمغلفات والمحكمين.

ويحرص هواة الطوابع على حضور هذه المعارض، ليتعرفوا على كيفية ممارسة الدول المختلفة لتلك الهواية، كما أن الاحتكاك بهواة آخرين يزيد معرفة الهاوي بهوايته، وتكسبه خبرات جديدة، وأيضاً ليبني صداقات جديدة ويقيم علاقات اجتماعية وشخصية، أما الهواة الذين يجمعون بين الهواية والتجارة، فمشاركتهم تتيح لهم أن يلتقوا مع التجار وجهاً لوجه، وقد يكون الهاوي مقتنياً أي يعرض ولا يبيع!

ولاشك أن الإبحار في عالم الطوابع أشبه بالدخول في عالم الفضاء، فكلاهما لا نهاية له!

مسابقات يوم البريد العالمي

في التاسع من أكتوبر 1874 وقع مندوبو 22 دولة في برن بسويسرا على إنشاء الاتحاد البريدي العالمي، ومنذ ذلك الحين اعتبر هذا اليوم من كل عام معلماً بارزاً ونقطة مضيئة من تاريخ البريد في العالم.

وفي هذا اليوم، تصدر جميع الدول طوابع تذكارية احتفالاً بهذه المناسبة، كما تقوم المؤسسات البريدية بطرح مسابقات عدة مثل: تصميم طوابع وكتابة رسائل عالمية.

والهدف من هذه المسابقات حرص المؤسسات البريدية على دعم جهود المبدعين والموهوبين من الشباب، وتشجيعهم لإظهار ما لديهم من إبداعات.

وموضوع مسابقة الرسائل العالمية يقوم بتحديده اتحاد البريد العالمي، مثل موضوع: تصور أنك حيوان بري، موطنه مهدد بتقلبات في البيئة والمناخ. اكتب رسالة إلى البشر في العالم، تذكر فيها ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟

أما عن شروط المسابقة، فهي ألا يتجاوز عمر المتسابق خمسة عشر عاماً، وتكون الرسالة حديثة ولم تُنشر من قبل، والهدف منها تشجيع الشباب على كتابة الرسائل. وتنمية مهارات التآلف والكتابة لديهم، وذلك لإبراز موهبتهم.

وتقوم المؤسات البريدية في كل دولة بتوزيع جوائز وشهادات تقديرية للفائزين، كما يتم إرسال رسالة الفائز الأول من كل دولة إلى الاتحاد البريدي العالمي للاشتراك في المسابقة الدولية.

يقوم اتحاد البريد العالمي باختيار ثلاثة فائزين دوليين، ويتم منحهم ميداليات: ذهبية - فضية - برونزية تشجيعاً وتكريماً لهم.