أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

هل يمكن أن نحلم بيوم تكون فيه البشرية خالية من الأمراض، هذا هو على الأقل ما يعِدُنا به علماء الهندسة الوراثية، فهذا العلم الحديث، الذي أصبح قديماً بعض الشيء، يركز في دراسته على كيفية التحكم في الجينات، وهي عبارة عن جزيئات صغيرة في جسم الإنسان تحمل كل صفاته الوراثية، وهي تجعل كل واحد منا مختلفاً عن الآخر، أهم إنجازات هذا العلم هو محاولة التحكم في الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان خاصة الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وضغط الدم وأمراض القلب والسرطان. ربما كنتم صغاراً ولا تدركون مدى خطورة هذه الأمراض التي تصيب كبار السن من الناس، ولكنها واسعة الانتشار وتؤثر على الجسم تأثيراً كبيراً، وتستهلك الكثير من الجهد والمال، يقول العلماء إننا عندما نفحص هذه الجينات في وقت مبكر نستطيع أن نقضي على الكثير منها، وبالتالي سوف تنخفض تكلفة العلاج الصحي التي تضعها الدول في موازناتها، وكذلك الأموال التي ينفقها الفرد لعلاج نفسه، لن تكون هناك حاجة لإنتاج عشرات الأنواع من الأدوية، وستقل عدد الأسرّة في المستشفيات بطبيعة الحال، وحتى يتحقق ذلك، فالمطلوب أن نصنع خريطة جينية لكل مولود، تماماً كالبطاقة المدنية، وبنظرة سريعه يلقيها الأطباء على هذه الخريطة يمكنهم معرفة «الجين» الخاطئ وكيفية التعامل معه، فالأمراض في هذه المرحلة تكون صغيرة ومن السهل استئصالها قبل أن تتحول إلى أعراض خطيرة من الصعب التخلص منها، إن العلم يعِدُنا بالعديد من الأشياء الجميلة، ولكن قبل ذلك نريده أن يعِدَنا بالتخلص من الفقر والمجاعات والحروب والتعصب والخلافات بين البشر التي تفسد الحياة على هذا الكوكب الذي نعيش عليه.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف