الكَنْزُ المفقودُ

الكَنْزُ المفقودُ

رسم: حلمي التوني

شعرت أمينةٌ بتعب بعد عودتها من المدرسةِ، فذهبت لتأخذَ قيلولةً صغيرة قبل أن تتناول طعامَ الغداء.

وفي أثناء نومها، زارها شخصٌ غريبٌ في حلمها، إنه القرصانُ أبو عين واحدة!

«اسمعي يا أمينة، أريد إخبارك بسرٍ خطير، يوجد صندوقٌ خشبيٌ قديمٌ خلف منزل جارتكم أم العزّ. وفيه كنزٌ عظيم، اذهبي هناك، وحاولي فتح الصنـــدوق. وياها هاهاها».

استيقظت أمينةٌ فزعةً، ما هذا الحلم الغريب؟ قالت في نفسها! وكيف عرف هذا القرصانُ بأمر الصندوق، ربما كان مجردَ حلمٍ مزعج، أوه ولكن سأذهب لأتأكد من سر الصندوق.

ركضت أمينة نحو حديقةِ جارتها أم العز، وتسللت إلى خلف المنزل، وهناك شاهدت صندوقاً خشبياً قديماً.

صاحت أمينة، أوووه يا الله، إنه الصندوقُ فعلاً، سأحاول فتحه.

حاولت أمينة فتح الصندوق، لكنه كان مقفلاً بإحكام بواسطة قطعة خشبية صلبة.

وبعد عدة محاولات، لم تستطعْ أمينة تحريكَ القطعة الخشبية من مكانها، فأخذت تفكر في طريقة تساعدها على كسر القفل.

وعلى بعد خطوات منها، لمحت فأساً صغيرة ملقاةً خلف شجرة، تهلل وجهها فرحاً وأسرعت بالتقاط الفأس وبدأت بالمحاولة في كسر القفل.

(طااااااااخ، طااااااااااخ، طاااخ)

سمعت الجارة أم العز صوتَ الطرقات، فاستغربت من يكون يا ترى في حديقتها!

ذهبت أم العز لتستطلع الأمرَ، وعندها رأت الصغيره أمينة تحاول كسر الصندوق.

في تـلك الأثناء كانت أمينة تطرقُ وتطرقُ وتطرقُ إلى أن فتح الصندوق أخيراً، هيه هيـــه، صاحت أمينة فرحة: لقد فتحت الصندوق وصلت إلى الكنز... (هيييييييييييييه...)

وبينما أمينة تقفز بسعادة، سمعت صوت جارتها أم العز من خلفها تقول: أحسنت فعلا يا أمينة كنت أحاول فتح الصندوق منذ مدة ولكن ضعف قوتي وقلة حيلتي لم يساعداني على كسر القفل.

مسكينة أمينةٌ شعرت بالحرج وتململت من طريقة تسللها وكسر القفل دون استئذان، حاولت أن تعتذر لجارتها أم العز، إلا أن الجارة الطيبة سامحتها لقاء مساعدتها لها.

تساءلت أمينة في نفسها ترى ماذا يخبئ الصندوقِ؟ وشعرت السيدة أم العز بعلامات التساؤل على وجهها، وفوراً فتحت الصندوق وقالت هذا هو الكنز..

(مااااذا؟!) صرخت أمينة عندما رأت ما بداخل الصندوق!

كتب، كتب، وكتب! أهذا هو الكنز الذي كنت أتخيله؟!

لكن السيدة أم العز تبسمت وضحكت وقالت: نعم إنه أروع كنز على الإطلاق، كنز مليء بالثقافةِ، خذي يا أمينة بعضاً منها، وهاك خمسون درهماً لتشتري بها ما تحبين.

 


 

صبحية ديبي