جيراننا العالم.. الطاجيك... أشرف أبو اليزيد
جيراننا العالم.. الطاجيك... أشرف أبو اليزيد
عدسة: أشرف أبو اليزيد لا يعيشُ كلُّ العرب في بلادِهم، فهم يُسافرون خارجَ أقطارهم إلى مناطق ودول أخرى، بحثا عن العمل، أو طلباً للعلم، أو رغبة في المغامرة. وكذلك الطاجيك. فهم لا يعيشون في طاجيكستان فقط، بل يعيشون في بلدان أخرى، قرب بلدهم، الذي يقع في قارة آسيا، أو بعيداً عنها! التقيت عائلات من الطاجيك في شمال جمهورية الصين، في المنطقة التي يؤمن معظم سكانها بدين الإسلام. والطاجيك مسلمون، وهم أقلية في الصين، يتركز معظمهم في محافظة اسمها تاشكورقند! عدد سكان الطاجيك في تاشكورقند 33 ألفاً، وهم مضيافون، وبسطاء. وتقع تاشكورفند في منطقة شينج يانغ، وهي منطقة داخل الصين لكنها تتمتع بحكم ذاتي، وجيرانها دول طاجيكستان، وأفغانستان، وباكستان! توقفت سيارتنا قرب إحدى البحيرات، كانت قمم الثلوج تنعكس على وجه المياه فترسم صورة جميلة. وبدأت أسرة طاجيكية تبني خيمتها، يساعدها جميع الأفراد. حينما رآنا الأطفال أسرعوا لاستقبالنا بأزيائهم الملونة البراقة. كانوا يعرضون علينا مسابح ومشغولات أخرى كي نشتري منهم. الأسر تبيع هذه المشغولات لتشتري ما تحتاج إليه. وهم ينتقلون من مكان لآخر كي ترعى حيواناتهم. في سوق قرب مدينة قشغر رأينا زحاماً شديداً، وحين اقتربنا عرفنا أن الناس يقبلون على شراء الغنم والماشية، التي يستفيدون من لحومها في الشواء، ومن صوفها في غزل الملابس. الطاجيك يحبون الموسيقى، وهم يعزفون في الحفلات الكثيرة، وأهمها حفلة العرس، يستمر الحفل ثلاثة أيام، في اليوم الأول، يستقبل العريس والعروس ضيوفهما، ويقدم هؤلاء هدايا مختلفة، قد تكون الخبز أو الملابس، أو الخروف الحي! وخلال الحفل يصلي الإمام بالعروسين، ثم يذبح الخروف لطرد الشر. في اليوم الثاني يأتي عازفون ومنشدون برفقة العريس الذي يركب حصاناً يتجه به إلى بيت العروس لاستقبالها. تقدم صديقة العروس للقادمين زبديتين من الحليب تعبيراً عن المودة، وتنثر جدة العروس على كتفي العريس دقيقاً رمزاً للمباركة، ويقدم العريس ورفاقه الشبان الهدايا للعروس، ويختتم اليوم بحفل لتناول الطعام، مع ترفيه بمشاهدة بعض السباقات. في اليوم الثالث، يغادر العريس بعروسه بيتها. وقبل المغادرة، يقدم أهالي العروس لها سلطانية من الماء الملحي كي لا تنسى مسقط رأسها. يعود العروسان إلى بيت العريس على ظهر حصان واحد، وربما يستخدمان سيارة!.
|