أدباء الغد.. الحوارُ بين وردةٍ طبيعيةٍ ووردةٍ اصطناعيةٍ

أدباء الغد.. الحوارُ بين وردةٍ طبيعيةٍ ووردةٍ اصطناعيةٍ

قصة ورسم : دنيز مزرعاني - لبنان

في يوم جميل من أيام الصيف المشمسة، ذهبت أنا وأبي إلى السوق لنشتري زهرتين. رحت أسقي الورود الطبيعية التي زرعناها في حوض على الشرفة بالماء المنعش لكي تكبر، كانت هناك وردة تتباهى بجمالها. رحت أتأمّل الورود الاصطناعية التي اشتريناها، كانت جميلة جداً وهي أيضا موضوعة في أصيص صغير، وكانت هناك وردة اصطناعية تفاخر بميزاتها.

نظرت الوردة الطبيعية إلى الوردة الاصطناعية وقالت لها بكبرياء:

- أنا أجمل منك بكثير! فأنا أجمل واحدة في الزّهور في هذا المنزل الكبير.

ردّت الوردة الاصطناعية:

- ماذا قلت؟ فأنا قد زرعت جميلة ورقيقة جداً.

جاوبتها الوردة الطبيعية:

- أنا لست خشنة مثلك، بل أنا ناعمة جداً.

قالت الوردة الاصطناعية:

- على الأقلّ لا يوجد في جسدي أشواك مثلك. وأنا أيضاً لا أتعِّب الإنسان بسقيي وتنقيتي.

أجابت الوردة الطبيعية:

- أنا لا أتعّب الإنسان كثيراً وأيضاً إنه يسقيني وينقيني لكي تبقى رائحتي تفوح في الهواء والإنسان ينقيك أيضاً من الغبار أحياناً.

قالت الوردة الاصطناعية:

- صحيح الإنسان يتعب من أجلك كثيراً ولكن بعد فترة من الوقت، سوف تذبلين وتقعين على الأرض، فأنت وردة طبيعية وستموتين ولن تنشق رائحة عطرك المقزّز بعد الآن!

ردّت الوردة الأخرى:

- حتى لو متّ فأنني أفيد الإنسان: تأتي إليّ النحلات لكي تمتص مني الرحيق الجميل وتعطيه للإنسان عسلاً طيباً.