مشوارُ البطريقِ.. الحياةُ داخلَ الجليدِ.. أحمد عزمي

مشوارُ البطريقِ.. الحياةُ داخلَ الجليدِ.. أحمد عزمي

رسوم: أحمد فايد

البطاريق كائنات اجتماعية، تحب العيش في جماعات، يظل أشهرها هو بطريق الإمبراطور، الذي ترسخ داخل أذهاننا على أنه الشكل الوحيد للبطريق. يعد بطريق الإمبراطور هذا هو الأكثر طولاً ووزناً من بين كل أنواع البطريق التي نعرفها.

إنه البطريق الوحيد الذي يتناسل خلال فصل الشتاء في القارة القطبية (أنتاركتيكا).

على ماذا يتغذى البطريق؟

يتغذى بطريق الإمبراطور على القشريات (الحيوانات القشرية التي يغطي جسدها صدفة صلدة) مثل سرطان وأصداف البحر، كما أنه يتغذى أيضاً على الأسماك الصغيرة والحبّار..

يعيش بطريق الإمبراطور في المتوسط حتى عمر العشرين، إلا أن هذا لا يمنع أن يصل بعضها إلى سن الأربعين عاما. البالغ من بطريق الإمبراطور يبلغ طوله 1.3 متر (4 أقدام) ويزن من 20 حتى 45 كيلو جراماً، وهو بذلك يقع في الترتيب الخامس من حيث الوزن بين الطيور.

للبطريق الإمبراطور أيضاً معطف سميك من الريش الذي يعزل كامل جسمه عن الماء عدا فقط الساقين والجانب السفلي من الجناحين.

كيف يقاوم البطريق البرد القارس؟

عندما يصبح المناخ سيئاً، تتجمع البطاريق معاً ليحمي بعضها بعضاً حيث يبلغ عددها المئات.. يتكئ كل بطريق على من يجاوره، ويبدأون في الدوران ببطء.

فقاعات البطريق

للبطريق أسلوب خاص في جلب الغذاء، فهو يغوص لعمق 50 متراً بحثاً عن بعض الأسماك الصغيرة، التي تعيش تحت الطبقة الجليدية المتجمدة من سطح البحر، ثم يكرر البطريق تلك المحاولات مرات عدة قبل الصعود لملء رئتيه بالهواء، إنه يستطيع حبس أنفاسه تحت الماء حتى 20 دقيقة، وعندما تختفي بعض تلك الأسماك داخل الشقوق التي لا يستطيع منقار البطريق الوصول إليها يلجأ البطريق إلى عمل فقاقيع لطرد تلك الأسماك من أماكن اختفائها.

على الأرض تتناوب حركة البطريق بين مشيته المترنحة والانزلاق على بطنه على الثلوج، حيث يدفع البطريق نفسه مستخدماً قدميه وجناحيه اللذين يشبهان الزعنفة.

من هم أعداء البطريق؟

تعتبر الطيور الجارحة والفقمة وأسماك القرش من ألد أعداء البطريق، حيث تطارده دوما في محاولة للغذاء عليه.

البطريق يتزوج وعمره خمسة أعوام!

يبدأ البطريق في التزاوج عند عمر خمس سنوات تقريباً، وقد يسافر البطريق نحو 90 كيلومترا حتى يستطيع الوصول إلى منطقة تكاثره، يبدأ بعد ذلك التزاوج في شهري مارس وأبريل عندما تكون درجة الحرارة منخفضة نوعاً ما ويستمر موسم التزاوج بين الذكور والإناث مدة عام كامل هي عمر الموسم، وإذا لم يوفق كل من الزوجين في العثور على الآخر الموسم التالي غالباً ما يختار كل منهما زوجاً جديداً.

بيضة واحدة فقط!

في مايو أو يونيو تضع أنثى البطريق بيضة واحدة تزن نحو 450 جراماً، وعليها بعدها أن تذهب إلى جلب الغذاء، لذا فإنها تترك البيضة في حضانة الذكر الذي يحتفظ بها في كيس باطني يقع ما بين ساقيه وأسفل بطنه، يحتفظ الذكر بالبيضة لمدة 65 يوماً تقريباً حتى ميعاد خروج الصغير.

يحاول الذكر الحفاظ على البيضة التي في حضانته سليمة حتى الفقس، فسقوطها منه تعني أن تقضي البرودة القاسية عليها، فالصغير داخل البيضة لا يستطيع أن يقاوم مثل هذا الصقيع.

تلجأ البطاريق إلى التجمع لحماية البيض من البرودة والرياح ولتوفير درجة حرارة مناسبة للبيض، وإذا خرجت الصغار قبل عودة أمهاتها، يحتفظ البطريق الذكر بالصغير داخل نفس الكيس ويقوم بتغذيته بمادة حليبية بيضاء ينتجها داخل بلعومه.

بعد نحو شهرين تعود الأنثى، وتتعرف على زوجها عن طريق صيحته، وتبدأ الأم الاهتمام بصغيرها من البداية فتطعمه بعض الطعام الذي تختزنه داخل معدتها.

يغادر الذكر بعد ذلك إلى البحر، وبعد رحلة قصيرة تعود الذكور، وحينما يصبح الطقس أكثر اعتدالاً تتجمع الفراخ الصغيرة داخل ما يشبه «دار حضانة» لتنال الرعاية والدفء والحماية.

في النهاية، يعود الصغير والأبوان إلى البحر، ويستعدون لقضاء بقية الصيف هناك للحصول على الغذاء، وتتكرر تلك الرحلة حتى بلوغ الصغار ليبدأوا هم الآخرون في دورة تزاوجهم، بينما يبقى الصغار غير البالغين داخل البحر.

 


 

أحمد عزمي