بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي

بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي

جميعاً نغني للحياةِ

رسم: إبراهيم العطية

نحن الآنَ في 24 نوفمبر من سنة 2008، ولا تفصلنا بالضبط إلا ثلاثةُ أشهرٍ على هذا الحدث الذي نريد أن يكسب مدرستنا إشعاعا وقادا ووهاجا، من حيث غنى وتنوع فقرات برنامج الاحتفال، الذي سيستمر أسبوعا كاملا إحياء للذكرى المئوية لميلاد الشاعر أبي القاسم الشابي، وسيفتتحه عمدة المدينة الذي كان ينتسب إلى مدرستنا خلال مراحل دراسته الإعدادية.

هذه المناسبة تستدعي منا التنظيم والعمل المتواصل ليكون الاحتفال في مستوى طموحاتنا جميعا طبعا دونما إهمال الواجبات الدراسية والاختبارات الدورية وإن اقتضى منا الأمر أحيانا الاشتغال أيام العطل الأسبوعية والدورية، خلال المدة الزمنية التي تفصلنا عن هذا التاريخ : 24 فبراير 2009.

لقد كلفنا الأستاذ محمد إسماعيل بالإشراف على التلاميذ الذين سينجزون تمثالا من المرمر للشاعر الشابي، سيتم نصبه في الساحة المقابلة للمكتبة، وسيكلف الأستاذ أحمد أبو أشرف بالإشراف على انجاز جدارية على شكل صورة للشاعر على الحائط الأيمن لمبنى الفصول الدراسية، أما الأستاذة زهور الأنصاري فستقود فريق التلاميذ الموهوبين في الخط لكتابة مقتطفات من أشعاره التي جمعها في ديوانه «أغاني الحياة»، وعلى سبيل ذكر ديوانه أود أن أخبركم أن شعار هذا المهرجان سيكون: «جميعا نغني للحياة».

أما اللوحة الرخامية الكبيرة التي سنعلقها في بهو المدرسة، فستحمل سيرة حياة هذا الشاعر المرهف الأحاسيس الذي بصم الشعر الحديث بأعذب القوافي في عمق معانيها وسهولة ألفاظها وفي ارتباط مواضيعها بالإنسان وبالحياة والشعور وستكون وجيزة على ألا يتعدى التعريف به على هذا النحو:

ولد أبو القاسم في 24 فبراير 1909، في بلدة الشابة وهي من ضواحي توزر بجنوب تونس، التحق بجامع الزيتونة في تونس للدراسة لتحصيل العلوم الدينية إلى حدود سنة 1927، ثم بعدها انتسب إلى المدرسة التونسية للحقوق ونال إجازتها سنة 1930، أصيب مبكرا بتضخم القلب وهو في الثانية والعشرين من عمره، ومع ذلك لم يتوقف عن عمله شعرا ونثرا، تزوج سنة 1929 ورزق بولدين، جمع أشعاره في ديوانه الوحيد الذي سماه «أغاني الحياة»، ومن جملة أعماله الأخرى نذكر رواية «في المقبرة»،ودراسة أدبية في موضوع «الأدب العربي في العصر الحاضر» قدم بها ديوان «الينبوع» للشاعر أبي شادي،... توفي في 9 أكتوبر 1934 بالمستشفى الإيطالي في تونس العاصمة ونقل جثمانه إلى بلده توزر حيث دفن فيها.

أما الأبيات التي ستكتب على الجدران الخارجية لطوابق المؤسسة، في تناسق مع الشكل الهندسي الرائع لمدرستنا، وهي مختارة من قصيدته الشهيرة «إرادة الحياة» والمأخوذة من ديوانه «أغاني الحياة» والذي مع كامل الأسف منعه الموت من طبعه، وتكفل بذلك أخوه محمد الأمين الشابي سنة 1954، فهي:

إذا الشعـبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلابد أن يستجيب القـــدر
ولابد لليــلِ أن ينجلــى
ولابد للقيــدِ أن ينكســرْ
ومن لم يعانقه شوقُ الحياة
تبخر في جـوهـا واندثـرْ

وهذا المقطع الشهير تمت إضافته إلى النشيد الوطني التونسي وترجم إلى العديد من اللغات.

ولا تنسوا أن أشعاره كتبت بألفاظ سهلة لينة، فيها قوة القدرة على حمل المعاني، والتعبير، بأوزان رشيقة تتلاءم مع الإيقاعات الموسيقية التي تدغدغ مشاعر الإنسان الفرد، فتطربه حينا وتثيره حينا آخر فتلهب أحاسيسه.

 


 

أحمد واحمان