أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أتدرون بم يحتفل العالم في هذا العام، إنه عام الفلك، فقد وقع اختيار الأمم المتحدة على هذا العلم القديم لتحث البشرية على الاهتمام به وتطويره، ولم يأت اختيار هذا العام مصادفة، ولكنه يوافق مرور 400 عام على اختراع العالِم الإيطالي جاليليو أول منظار مكبر استطاع أن يرى به حركة الكواكب والنجوم بوضوح، وكان هذا المنظار صغيراً وبدائياً، ولكنه استطاع أن يهدم أقدم النظريات، فقد كان الإنسان يتصور أن الأرض هي مركز الكون، وأن كل الكواكب والنجوم تدور حولها، وجاء منظار جاليليو ليكتشف أن الأرض هي التي تدور حول نفسها وتدور أيضاً حول الشمس، وهذا ما يخلق تعاقب النور والظلمة، والنهار والليل، ولكن عمر علم الفلك أكثر من ذلك بكثير، فقد اهتم الإنسان بمراقبة النجوم والكواكب منذ أن وُجِد البشر على الأرض، وقد يتساءل صديق مثلاً: لماذا هذا الاهتمام والسماء بعيدة، ألا يكفي أن نراقب الأرض التي نعيش عليها؟ أجل. ولكن النجوم ليست بعيدة كما يتصور ، فعلم الأفلاك يفيدنا كثيراً في تصريف حياتنا على الأرض، فبواسطته نعرف تعاقب الفصول، وكان المصريون القدماء يعرفون موعد فيضان النيل عندما يظهر نجم «الشعري» في السماء، وكان البحارة يعرفون الاتجاه في البحار الواسعة بواسطة النجم الذي يشير دوماً للشمال، ومازال الأعرابي في الصحراء الخالية يهتدي للطريق الصحيح بواسطة النجوم، ويقيس العلماء المعاصرون عمر الكون بواسطة تحديد المسافات بين النجوم، وهناك العديد من الفوائد لهذا العلم ، لذلك بنيت من أجله عشرات المراصد المزودة بالمناظير الجبّارة التي ترصد كل شيء، وللتدليل على ارتباط الإنسان بعلم الفلك، فقد وجدت في المقابر الفرعونية، خريطة مرسومة لكل كواكب المجموعة الشمسية محفورة فوق أحد التوابيت وبجانبها اسم كل كوكب، ويعود عمر هذه الخريطة إلى 5 آلاف عام.

 

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف