عالم الحيوان

عالم الحيوان

السلحفاةُ الذهبيةُ.. ذاتُ الرأسين!

عاشت السلاحف الأولى منذ نحو 200 مليون سنة، وبقيت ذريتها حتى الوقت الحاضر، حبيسة أغلفتها (علبها) العظمية التي تميزها، والتى يطلق على الجزء العلوي منها «الدرع الظهرية» والسفلي «الدرع البطنية». وهناك 225 نوعاً من السلاحف، قد يبلغ طول الدرع الظهرية في بعضها 200 سنتيمتر ويصل وزنها إلى 900 كيلوجرام وتأكل بعض الشعوب بيض ولحم السلاحف، وهناك حساء مشهور في المطاعم الأوربية يطلق عليه «حساء السلاحف». وإذا أحست السلحفاة بالخطر، فإنها تسحب رأسها وباقي أطرفها إلى داخل العلبة العظمية. والسلاحف عموماً ذات إبصار حاد ولكن سمعها ضعيف. وتعيش السلاحف 150 عَاماً وربما أكثر.

السلحفاة الذهبية

ومن أغرب السلاحف التي يمكن أن تشاهدها، هي تلك «السلحفاة الذهبية» التي أُطلق عليها هذا الاسم، بسبب وجود لون أصفر متألق على قمة رأسها، وكأنها مطلية بالذهب ومنه اشتق اسمها وهناك أيضا اللون الأخضر اللاّمع . ويمتد من الأنف الدقيق شريط عريض، إلى الوراء فوق ظهرها تحده نقاط بيضاوية صفراء أو خضراء . ويكون فكا السلحفاة الذهبية باللون الأصفر الزاهي، ويمتد منهما شريط رفيع بنفس اللون إلى الفم الخالي من الأسنان، ويشبه رأسها رأس الحية وفيه عينان صغيرتان من دون جفنين، بل عليهما غشاء جلدي.

أين تعيش السلحفاة الذهبية؟

وتستوطن السلحفاة الذهبية الأنهار الصغيرة التي توجد في المرتفعات مابين 50 إلى 400 متر، شمال فيتنام وعدة أقاليم في جنوب الصين وهونج كونج، خاصة في المسطحات المائية في المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة، ولكنها تخرج من المياه في الأيام الدافئة لكي «تتشمس» على اليابسة. وتتميز الدرع الظهرية لهذه السلحفاة، بأنها بنية لامعة مع وجود ثلاثة خطوط عريضة واضحة. أما الدرع الصدرية فتكاد أن تكون سوداء اللون بالكامل، إلا من حواف عريضة باللون الأصفر الذهبي المتألق.

كيف تحمي السلحفاة نفسها من البرد القارس؟

في فصل الشتاء تلجأ السلحفاة الذهبية إلى «البيات الشتوي». والبيات الشتوي حالة من السكون والنوم تمارسها بعض الكائنات الحية، لتمضية جزءٍ من فصل الشتاء، للوقاية من البرودة، وعندما يشح الغذاء . ويحدث فقط للحيوانات التي تستطيع أن تختزن غذاءً كافياً في جسمها، يعينها على اجتياز تلك الفترة، حتى يتوافرالغذاء.

وتكون الدرع الصدرية لهذه السلحفاة مقعّرة قليلا، حتى تتمكن من إغلاق علبتها العظمية بإحكام، ويبلغ طول درعها الظهرية نحو عشرين سنتيمتراً . وتكون الأجزاء السفلية من العنق وباقي أعضاء الجسم إما حمراء وردية أو برتقالية، وذيل الذكر أكبر وأكثر كثافة من ذيل الأنثى، والذكر عدواني للغاية، يهاجم كل مَن يقترب منه.

على ماذا تتغذى؟

وتتغذى السلحفاة الذهبية على الأسماك خاصة «جراد البحر» والديدان والحيوانات الرخوية والضفادع والحشرات، وكذلك ثمار الفاكهة والخضراوات، وهي تستمتع أيضا بقرْض بعض النباتات البحرية.

ويقوم بعض هواة تربية هذه السلاحف، بإطعامها من علب الأغذية المحفوظة التى تقدم عادة للكلاب والقطط، واتضح أن مثل هذه الوجبات مفيدة جداً، لأنها تمد السلاحف الذهبية بالفيتامينات والكالسيوم مما يؤدي إلى تمتعها بالصحة.

بيض السلحفاة

وتضع الأنثى عدة حضانات للبيض، تحتوي كل حضنة على 5 6 بيضات، وذلك في شهر مايو. وتكون البيضة بيضاء اللون وهشّة ومستطيلة، تبلغ أبعادها نحو خمسة سنتيمترات طولاً وسنتيمترين ونصف عرضاً. وتبلغ فترة حضانة البيضات حوالى ثمانين يوماً.

ويعتقد سكان الصين وفيتنام، أن الدرع الصدرية للسلحفاة الذهبية تحتوي على مواد تشفي من مرض السرطان، ولهذا فإنهم يصطادون هذه السلاحف بكميات كبيرة مما يعرضها للانقراض.

السلحفاة ذات الرأسين!

كما لاحظ العلماء أخيراً ظاهرة مثيرة تحدث للسلاحف الذهبية، إذ اكتشفوا أن عدداً منها يولد برأسين لهما مخان منفصلان، أما باقي أعضاء الجسم فهي مدمجَة وكأنها لسلحفاة واحدة . والغريب أن هناك نزاعاً يكاد أن يكون دائما بين الرأسين، خاصة عند تناول الطعام . بل تحاول كل منهما «عض» الرأس الآخر! ولكن أحيانا يعيش الرأسان معاً فى « سلام»، حتى أنهما يتناولان طعامهما في نفس الوقت معاً وبهدوء . وإذا كان التوأمان ينشآن من انقسام جنين (بيضة مخصَّبة) في المراحل الأولى من التطور، خاصة قبل أن يصبح ذا شكل يمكن تمييزه، فإن المخلوقات مثل بعض الحيات والماشية والسلاحف كالسلحفاة الذهبية، لايحدث لها أحيانا هذا الانقسام كاملاً، ولهذا تولد ذات رأسين أما باقي أعضاء الجسم فهى مدمجة، وكأنها لحيوان واحد. ولا تعيش السلحفاة الذهبية ذات الرأسين لسنوات طويلة فى البرية، ولكن عمرها يطول إذا كانت تحيا في إحدى حدائق الحيوان، أو لدى أحد هواة تربية السلاحف النادرة.

 


 

رءوف وصفي