أدباء الغد

أدباء الغد

القطةُ المغرورةُ

قصة: مديحة ناصر عبدالقدوس
رسم: سمية ناصر عبدالقدوس

لولو قطة صغيرة بيضاء اللون، رائعة الجمال، لكنها مغرورة متكبرة، لا تلعب مع أحد ولا تكلم أحداً، فالجميع في نظرها أقل منها، لأنها الجميلة بينهم.

كانت تقضي وقتها متمددة تحت أشعة الشمس، قرب شجرة الصفصاف، دائمة الأحلام والأماني، فكانت تحلم أنها أميرة تلبس أفخر الثياب، وأجمل الحلي، والجميع يتمنون منها نظرة أو ابتسامة.

لاحظت الأم سلوك ابنتها، ولم يعجبها ذلك، فهي لا تلعب مع أخواتها، وليس لها أصدقاء، ولا تتحدث مع أحد، فنصحتها أمها قائلة: يا صغيرتي، إن هذا الغرور سوف يبعد الآخرين عنك، وربما جاء يوم واحتجت فيه لمساعدة، وعندها لن تجدي من يمد لك يد العون.

قالت لولو: أنا لست بحاجة لأحد، ولن أطلب من أحد شيئاً، مرّت الأيام ولولو على حالها، وفي أحد الأيام أحست بدوار في رأسها، وألم شديد في بطنها، حاولت أن تقوم فلم تستطع، فبقيت ممددة تحت الشجرة، والكل حولها يلعب، ويروح ويجيء، ولا أحد يلتفت إليها، تمنت لولو أن يسألها أحد ما بها، ويساعدها في الرجوع إلى البيت لترتاح في فراشها، ولكن أحداً لم يلتفت إليها، اشتد الألم على لولو وحاولت من جديد القيام من مكانها، لكنها لم تستطع.

وفي تلك اللحظة رأتها أختها سوسو، فركضت نحوها وسألتها بلهفة: ما بك يا لولو؟

قالت لولو بصعوبة: أشعر بألم في بطني، ودوار في رأسي، ولا أقوى على القيام.

ساعدتها سوسو حتى وصلتا إلى البيت، فارتمت لولو على فراشها، بينما شرحت سوسو لأمها ما تشعر به أختها.

صنعت الأم شرابا ساخنا قدمته لها، وقامت أختها بتدفئتهــا بالأغطية، فارتاحت لولو وراحت تغط في نوم عميق، في اليوم التالي استيقظت لولو مبكرة تفكر، كم كانت مخطئة في سلوكها، وأدركت أن جمالها لا يغنيها عن أخواتها وأصدقائها، وهي بحاجة لمساعدة الآخرين، ومحبتهم دائماً فقررت أن تعمل بنصيحة أمها، عندما استيقظت أختها ركضت إليها وقبلتها وشكرتها على مساعدتها.

قالت سوسو بدهشة: إنه واجبي.

قالت لولو: ولكنني لا أستحق.

قالت سوسو: بل نحن أختان.

تعانقنا وراحتا ترقصان معاً، ونظرت الأم إليهما وابتسمت بسعادة.