أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          هل شاهدتم يوماً أحد عروض السيرك، هذا مؤكد، إن لم يكن في الواقع فعلى شاشات التلفزيون، السيرك واحد من احب العروض إلى قلوب الأطفال، فهناك المهرج، والساحر، وأبطال القفز، وفوق ذلك كله توجد الحيوانات المدربة والأسود الضارية، حيوانات السيرك أصبحت مشكلة هذه الأيام، فقد اكتشف العلماء أن الحياة داخل السيرك لا تتناسب أبداً معها، خاصة البرية منها، مثل الأفيال الضخمة والأسود القوية والنمور المفترسة، ففي موطنها الأصلي في الغابات الاستوائية، تتمتع هذه الحيوانات بقدر كبير من الحرية، وتتجول براحتها داخل  مساحات كبيرة من الأرض، تبحث فيها عن طعامها، أما داخل السيرك فتُسجن في مكان ضيق، أكثر ضيقاً حتى من المساحة التي تتوافر لزميلاتها المحبوسة في حدائق الحيوانات، ولا تفعل شيئا طوال اليوم، بل تقضي أقل من عشرة في المائة من وقتها الطويل في التدرب وتقديم العروض، وتظل حبيسة بقـية اليوم لا تجد ما تفعله، كما أن صياح الجماهير وتصفيقها كل ليلة يصيبها بالذعر والتوتر، والنتيجة أن هذه الحيوانات تصبح أكثر هياجاً وأقل عمراً، فالحياة داخل السيرك، على الرغم من أنها تبدو ممتعة أمام الجمهور العادي إلا أنها بالغة القسوة على الحيوانات، وقد اتخذت بعض الدول خطوات في هذا الشأن، ففي بريطانيا وأستراليا على سبيل المثال، تم تحريم استخدامها في عروض السيرك، وسوف تحذو بقية دول أوربا حذوهما في هذا المجال، وسيتغير شكل السيرك بعد ذلك ولن نجد فيه تلك الحيوانات المزينة، وعلينا أن نذهب لرؤيتها في حدائق الحيوانات وربما في الغابات بعد ذلك، وعلى الرغم من أننا سنُحرم من عروضها إلا أنها خطوة مهمة على طريق الرفق بالحيوانات، والمحافظة عليها من الانقراض.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف