• ثروة داخل الحفرة

          اعتاد رجل أن يخفي ماله في حفرة بالأرض، وذات مرة، خاف أن يسرق اللصوص ماله، فذهب إلى مكان بالصحراء، ودفن ماله، وغطاه بالرمل والتراب، ثم وضع فوق التراب قطعة قماش بها عشرون ديناراً، وغطاها كذلك بالتراب.

          ومضت أسابيع عدة، ورجع الرجل ليأخذ دنانيره، فلم يجد قطعة القماش التي كان قد وضع بها العشرين ديناراً، لكنه كشف ما تحتها، فوجد الباقي.

          وحمد الله على سلامة أمواله وقال:

          «لقد تركت اللص يأخذ العشرين، ولم يظن أبداً أن تحتها ألفين». 

• إنه يتثاءب

          اعتاد رجل أن يحتكر لنفسه الحديث كلما جمعه مجلس مع آخرين، لم يكن يهمه أن يقول شيئاً مفيداً أو حكماً، بل كان يتصور نفسه خفيف الروح، وأن الناس على استعداد لسماعه مهما يكن نوع الكلام الذي يخرج من فمه.

          وذات يوم، كان أحد الحكماء بين المستمعين، فأحسّ بالملل لسخافة ما يسمع، وظل يتثاءب بملء فمه طوال الوقت، ومع ذلك التفت المتحدث المهزار إليه ساخراً وقال: من الغريب أنك لم تتكلم حتى الآن!

          فصاح الحكيم قائلاً: كيف تقول ذلك، وقد ظللت طوال الوقت افتح فمي عن آخره حتى كاد يتمزق!

• الحاكم والقطة

          دخل أحد الحكام إلى القاعة يوماً، فرأى قطة واقفة في أحد أركان القاعة لا تتحرك.

          ولما أراد أحد حرّاسه أن يطرد القطة، منعه الحاكم ليعرف سبب وقوفها.

          وجلس الحاكم يراقب القطة من الظهر حتى كان موعد المغرب، وإذا به يرى فأراً يخرج من جحر، فانقضت عليه القطة وافترسته.

          فقال الحاكم لمن حوله:

          تعلموا الصبر من القطة!

• خير من لآلئ الدنيا

          كانت الدجاج تنبش الأرض في يوم من الأيام، بحثاً عن طعام لها ولفراخها، فعثرت الدجاجة الأم على لؤلؤة نادرة، فقال لها أحد فراخها: ما هذا الشيء المستدير اللامع يا أمي؟ قالت الدجاجة الأم: إنها لؤلؤة ثمينة، ولكنها لا تفيدنا في شيء، دعها في مكانها وهيا نبحث عن طعامنا.

          وفي اليوم التالي، عثر أحد المارة على اللؤلؤة فالتقطها وهو في غاية السعادة.

          وأسرع الفرخ بعد أن شاهد الرجل الذي التقط اللؤلؤة يخبر أمه بما حدث.

          قالت الدجاجة لفرخها: إن اللؤلؤة مفيدة للرجل، سيبيعها أو يضعها في مكان مناسب، أما أنا فلا أحب المال، وحبة شعير واحدة خير عندي من لآلئ العالم كله.