أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في هذا الشهر يبدأ ملايين الفتيان والفتيات العرب رحلتهم الدراسية في عام جديد، منهم من يدخلُ المدرسة للمرة الأولى، ومنهم من يستعد للتخرج منها، وبينهم من يجتهد لينتقل من صف إلى آخر. ومع اختلاف المراحل الدراسية إلا أن هناك صفات تجمع بينكم أبنائي وبناتي الأعزاء الطلبة في مدارس الوطن العربي. وأهم هذه الصفات؛ الرغبة في النجاح.

لكن الرغبة في النجاح لا تأتي لطالب لا يواظب على الاستذكار، ولا تتيسر لطالبة لا تنتبه في الحصص الدراسية، ولا تكلل بالتوفيق إلا لمن يضع خطة واضحة لكل يوم من أيام الدراسة، ولا أبالغ إن قلت إنها رغبة موفقة لكل من خطط لساعات النهار والليل، وقسمها، فأراح بدنه، وأنار عقله، وأبهج قلبه، وأدى واجبه.

وقد تكون هناك مشكلاتٌ تقف في طريق النجاح، لكن الأيام علمتنا، والتاريخ يؤكد لنا، أن لكل مشكلة حلاً، وأن الحل يبدأ بالاعتراف بالمشكلة، والمصارحة بها للشخص المناسب، الذي يحرص على مصلحتنا، ويغدق علينا بعنايته، ولست أقصد سوى والدينا في البيت، وأساتذتنا المختصين بعلاج المشكلات الاجتماعية في المدرسة.

في حياة كل شخص ناجح قصة كفاح، سواء كان عالمًا، أو طبيبًا، أو قائدًا، أو كاتبًا، ولم يأت النجاح لأحد وهو نائمٌ، بل جاءه بعد سعي، حوَّل فيه الفشل إلى تفوق، والكسل إلى عمل، فأثابه الله على كل خطوة، وكافأه الجميع على كل وثبة.

ستصنعون أبنائي وبناتي الأعزاء قصص نجاحكم حين تبدأون من اليوم بوضع خطة لهذا اليوم، واليوم التالي، والأسبوع القادم، والشهور والسنوات الآتية، ألا تعلمون المثل القائل بأن أشجار البلوط تنمو من بذور صغيرة. ازرعوا هذه البذور اليوم، وارووها بماء العرق والكد والتعب، وانتظروا الثمار غدًا.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف