من سيربحُ السباقَ؟.. قصة: د. لينا دسوقي

من سيربحُ السباقَ؟.. قصة: د. لينا دسوقي

رسوم: عفراء اليوسف

كانت النعامةُ تدرك تماماً أن ساقيها الطويلتين ورقبتها الممشوقة ستساعدانها كثيراً في سباق الجري الذي سيجري في الساحة العامة لكنها لم تعلم بعد من سيكون خصمها الذي سيتبارى معها.

بدأت بحركات الإحماء تحرك جسمها، تقفز، تمد رقبتها، تحرك ساقيها وأخذت تحدث نفسها «من هو الغبي الذي سينافسني وهو يعرف تماما من غريمته الطويلة البطلة أنا النعامة الممشوقة».

من بعيد بدا جسمٌ ضئيلٌ قصيرٌ يتحرك ببطء باتجاه ساحة السباق.

نظرت النعامةُ إلى البعيد تحاول أن تكتشف من هو خصمها وفجأة انفجرت بالضحك صاحت: صباح الخير أيها البطريق.

أجابها البطريق وهو يقترب منها بحركته المائلة المتثاقلة:

صباح النور يا نعامة، هل أنت مستعدة للسباق.

ضحكت النعامة من كل قلبها وقالت بسخرية: بل اسأل نفسك أيها البطريق هل أنت مستعد للسباق.

أجابها بثقة: نعم أنا مستعد بكل جرأتي وقوتي وثقتي بنفسي.

تمتمت: حسنا سنرى.

اقترب الموعد المحدد ووقف الاثنان، النعامة الطويلة والبطريق القصير عند الخط الأبيض المحدد لبداية السباق.

فجأة أطلق الحكم طلقة البداية النارية، فصرخت النعامة من الخوف وأخفت رأسها في الرمل وهي ترتجف.

وصل البطريق الشجاع إلى نهاية الخط وقطع الحبل واستحق أن يكون الفائز الأول.

رفعت النعامة رأسها ونظرت إلى البطريق وهو يحمل كأس البطولة، وانحنت رقبتها الطويلة بحزن الخاسرين وهي تدرك أن خيبتها وجبنها وخوفها سبب خسارتها.

 


 

لينا دسوقي