فئرانٌ في المُتْحف

فئرانٌ في المُتْحف

رسم: جيهان بدراوي

قرر سكانُ بلدةٍ روسية صغيرة إدهاشُ العالم ففتحوا فيها متحفاً فريداً من نوعه لا يوجد له مثيل وهو متحف.. الفئران! نعم، وجاءتهم هذه الفكرة من اسم البلدة «ميشكين» ما يعني باللغة الروسية: «مدينة الفأر» الذي أطلق على المكان حسب أسطورة قديمة. تقول الأسطورة إن أحد الأمراء استلقى من التعب في ذلك المكان ونام. فجأة أيقظه فأر، فغضب الأمير من الحيوان، ولكنه رأى ثعبانا بقربه، ففهم أن الفأر انقذه من الموت المحقق، بعدها أمر بتأسيس البلدة في نفس المكان باسم الفأر. هذه هي الأسطورة التي يمكن أن نصدقها أو لا نصدقها.

لا شك أن زيارة المتحف ممتعة لمن يحب النكت، ويستطيع الضحك ويمكنه أن يضحك الآخرين. هناك تحت سقف المتحف مئات من الصور المسلية لذلك الحيوان، كما توجد الكتب التي كتبت عنه واللعب التي تشبهه. والآن يوجد في المتحف فئران مصنوعة من الخشب والطين والبلاستيك والفرو والورق وغيرها من المواد.

ويلعب المتحف دوراً مهماً في حياة أبناء المدينة، فهو يجمعهم في نشاط اجتماعي مستمر. حيث يعمل في المتحف تلاميذ مدارس البلدة، فمنهم بائع التذاكر والدليل، والبنات هن أكثر عمال المتحف. يحدثن الزوار عن قصص الفئران الأبطال والفئران الرحّالة والفئران محبي القراءة.

يزود أهالي المدينة المتحف بمختلف المصنوعات على شكل فئران من صنع أيديهم وأخرى اشتروها من بلدان مختلفة خلال رحلاتهم. كما قدم فنانو الرسوم المتحركة للمتحف عرائسهم التي استعملوها في التصوير وكذلك رسومهم ولقطات من الأفلام. ويستلم المتحف معروضات جديدة من الأطفال الروس والأجانب. وبهذا تزداد مجموعة الفئران من يوم الى آخر حتى اقتنع سكان البلدة أن متحفهم سيكسب شهرة لا تقل عن شهرة المتاحف العالمية.

 

 


 

فيكتوريا زاراتوفسكايا - روسيا