أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

المثلُ الذي نسمعُه، ونكرِّرُه، هو تعليقٌ حكيمٌ على موقفٍ نعيشه، أو ردٍّ بليغ لسؤال موجهٍ إلينا، وقد يكون جزءًا من بيتٍ للشعر العربي، أو يكون جملة قالها أحد القدماء. ويتناقل الناسُ ذلك المثلَ يومًا بعد يوم، وسنة بعد أخرى، حتى لا نكادُ نعرف اليوم من قال المثل للمرة الأولى.

المثلُ الذي أذكرُه الآن، يقول «مُعظمُ النَّار من مُسْتصْغر الشَّرر»، وقد ذكرتني به الأحداثُ التي يشهدها العالم منذ شهور كثيرة، حينما انطلقتْ عدوى مرض إنفلونزا الخنازير، من منشئها في المكسيك، جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الدول التي حولها، بل وتجاوز خطرها الحدود، والقارات، فوصلت، بالفعل، إلى كل دولة عربية وإسلامية، وراح ضحية هذا المرض الخطير أطفالٌ في مثل عمركم، وشباب في الجامعة، ورجال ونساء من كافة الأعمار. الخطير في هذا المرض أنه مثل الزكام، والإنفلونزا العادية، يسهل انتقاله في الزحام، وبما أننا نبدأ هذا الشهر الانخراط في السنة الدراسية الجديدة، فإننا سنقابل زحامًا في كل مرحلة من مراحل الدراسة، سواء في الحافلة التي تقلنا إلى المدرسة، أو في طابور الصباح، كما في قاعة الدرس، وبملاعب الحصص الرياضية. وإذا كان «معظم النار من مستصغر الشرر» فإن أقل تهاون في إجراءات الوقاية يمكن - لا قدَّر الله - أن يكون سببا في إصابتنا بهذا المرض.

علينا، أكثر من أي وقتٍ مضى، أن نكون أكثر حذرًا في سلوكنا المدرسي، فنتجنب لمس أشياء خاصة بسوانا، مثل المناشف، وأن نحْذر من استخدام ما يستعمله الآخرون، مثل أدوات الطعام والشراب، وأن نهرع (نُسرع) إلى الوحدة الصحية أو طبيب المدرسة إذا شعرنا بأية أعراض للمرض، سواء كان حرارة مرتفعة، أو احمرارًا في العين، أو سعالا (كحة) في الحلق، أو رشحًا في الأنف، وسواها من الأعراض الغريبة التي تصيب الجسم وأعضاءه. وستجدون كثيراً من مرشدات التحذير الطبية، فاتبعوها، حفظكم الله من كل سوء.

أبنائي الأعزاء.. مثلما بدأتُ بذكْر مثل عربي، أريدُ أن أختتمَ بمثل آخر، يؤكد الحذرَ الذي أدعوكم إليه، فأقول لكم: «الوقاية خيرٌ من العلاج».

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف