أدباء الغد.. قصص الخيال العلمي

أدباء الغد.. قصص الخيال العلمي

حربُ الإنسانِ ضد عقلِه

في بداية سنة 3135 تمكن أحد العلماء من أن يطوّر أول إنسان آلي، له ذكاء يوازي ذكاء الإنسان، والجديد في هذا الآلي كذلك أنه مزودّ بخلايا منتجة للطاقة، وبالتالي أصبح هذا الآلي مستغنياً عن الإنسان، إذ أصبح يفكر ويعمل، وبالتالي أصبح له عالمه الخاص به، بل أكثر من ذلك تفوق على الإنسان في بعض المجالات وخاصة الرحلات الفضائية، إذ أنه تخطّى حلم الإنسان الذي هو كوكب المريخ ليبلغ كوكب زحل، كان لهذا الإنجاز منعطف خطير، حيث حوّل هذا الآلي كوكب زحل إلى قرية إلكترونية، وتدريجيا بدأ يزود الكواكب المجاورة.

إن كل هذا الإنجاز لم يكن ليشفي غليل هذا الآلي الطموح، وفي المقابل كان سكان الأرض قد تحدّوا الحواجز وبنوا مستعمرات جديدة على كوكبي الزهرة والمريخ، وحينما حاول هذا الإنسان أن يوسّع مستعمراته ابتدأ الاصطدام.

وعندما أحس كل طرف بخطر الآخر بدأ الاستعداد للحرب التي على ما يبدو أنها لن تتأخر كثيراً. اجتمع مجلس الحرب في الأرض ليدرسوا أمورهم ويعدّوا للقاء العدو، اتفق القادة على أمور عاجلة وهي بناء موانع الأسلحة، وإرسال جواسيس لمعرفة قوة العدو، وكذلك إحاطة الأرض بسور من الفولاذ تثبت عليه أسلحة من الليزر كخط دفاعي.

ودامت الحرب الباردة بين الطرفين أكثر من قرنين، وفي سنة 4000 ميلادية، ابتدأت المعركة في الفضاء حيث صوت المدمرات والمقاتلات في الفضاء بأسره، ودامت هذه المعركة خمسة أيام، آلت في النهاية لصالح الآليين، فقد تراجع سكان الأرض بجيشهم للخلف وأعادوا تنظيم صفوفهم، وباغتوا الآليين بطلقات من مدفع الأشعة. الشيء الذي خلّف خسائر مهمة في صفوف الآليين، وتوالت الخسائر في كلا الطرفين أزيد من خمسين عاما إلى أن جنح كلاهما إلى السلم.

قصة: سعيد الملالي - المغرب
رسم: حسام علي النجار - مصر