الروبيانُ الطاووسُ.. من أغربِ المخلوقاتِ

الروبيانُ الطاووسُ.. من أغربِ المخلوقاتِ

يعد «الروبيان الطاووس» من أشرس الكائنات البحرية، والذي اكتشف أخيراً. وينتمي هذا الروبيان إلي الحيوانات القشرية البحرية، ويمكن أن يصل طوله إلى ثلاثين سنتيمتراً (طول المسطرة المدرسية). وتغطي القشرة الخارجية الصلبة للروبيان الطاووس، جزءاً خلفياً فقط من الرأس والأجزاء الثلاثة الأولى فقط من الصدر.

  • لماذا يُطلق عليه هذا الاسم؟

يُسمى «الطاووس» بسبب تنوع ألوان جسمه (البني والأحمر والبرتقالي والأخضر والبنفسجي) والتي تشبه ذيل الطاووس عندما يفرده.

وعلى الرغم من أن الروبيان الطاووس، يعد من ضمن أكثر الحيوانات المفترسة المهمة في كثير من البيئات البحرية، فإن المعروف عنه قليل لأن الكثير من أنواعه، يقضي معظم حياته مختبئاً في الجحور والفجوات بقاع البحر.

  • كيف يحصل على طعامه؟

هذه المخلوقات العدوانية المنعزلة، إما أنها تنتظر إقبال الفريسة عليها مصادفة أو بخلاف أكثر القشريات فإنها تطارد وتقنص وتقتل الفرائس الحية. ونادراً ما تغادر مقرها إلا للبحث عن الغذاء أو لتغيير مكان أقامتها. ويجوز أن تكون تلك الكائنات البحرية ناشطة في النهار أو الليل، تبعاً لنوعها.

  • أين يعيش الروبيان الطاووسي؟

تعيش أكثر أنواعها في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية بالمحيطين الهندي والهادي بين شرق أفريقيا وجزيرة هاواي، ولكن يعيش أيضاً بعضها في البحار المعتدلة.

  • الطاعِنة.. والمحطِّمة!

هناك - حتى الوقت الحاضر - نحو 400 نوع من الروبيان الطاووس في جميع أرجاء العالم.. ويتم تصنيفها عادة إلى مجموعتين تبعاً لنوعية مخالبها:

الطاعِنة: وهي مزودة بزوائد أو أطراف حادة أو مسننة، تستخدمها في طعن وتمزيق فرائسها.

المحطِّمة: وتتميز بوجود «هراوة» أكثر تطوراً أو حربة قصيرة حادة جداً، تستخدمها تلك الحيوانات في التقاتل في ما بينها.

كما تستخدم تلك الهراوة في ضرب وتهشيم فريستها وتمزيق أوصالها.

وكلا النوعين من الروبيان الطاووس، يضرب بسرعة هائلة، بواسطة فرد ولف مخالبه الحادة الجارحة أثناء ضرب فريسته، بحيث يكون قادراً على إحداث ضرر وأذى كبيرين للفريسة التي تكون عادة اكبر بكثير من حجمه هو نفسه.

  • روبيان مزود بأسلحة فتاكة!

ويستخدم الروبيان الطاووس أسلحته الفتاكة، بسرعة خارقة تصل إلى نحو عشرين متراً في الثانية، أي ما يعادل سرعة رصاصة تنطلق من مسدس أو بندقية!

وتحدث هذه الضربات الخاطفة إضاءة ضعيفة ودرجات حرارة عالية في حدود عدة مئات من الدرجات المائية، وعلى الرغم من أن الضوء والحرارة يستمران لمدة قصيرة جداً بحيث يصعب اكتشافهما من دون أجهزة علمية متقدمة، إلا أنهما يؤثران بشكل فعال على الفريسة ويقضيان عليها.

ويستخدم روبيان الطاووس المحطِّم قدرته هذه، في مهاجمة الحلزونات والمحار. إذ تمكنه هراوته من تكسير صدفة فريسته إلى أجزاء. ولكن الروبيان الطاووس الطاعِن، يفضّل لحم الحيوانات البحرية الأكثر طراوة، والتي يمكنه استخدام مخالبه في ضربها وتقطيعها إلى شرائح.

  • عين بها 10 آلاف عين!

تتكون كل من العينين المركبتين لروبيان الطاووس من عدد يصل إلى عشرة ألاف من العيون الصغيرة المستقلة المتركبة بعضها فوق بعض. وكل عين تتكون من نصفين كرويين مسطحين، يفصلهما ستة صفوف متوازية من العيون الصغيرة محددة الوظيفة، وهي تقسم العين إلى ثلاثة أجزاء. ويجعل هذا التصميم من الممكن لروبيان الطاووس، أن يرى الأجسام بثلاثة أجزاء مختلفة من العين نفسها، وبتعبير آخر، يستطيع أن يرى «رؤية ثلاثية» أي يمكنه التعرف على الأشكال والحركة والعمق أيضا. وهكذا يتمكن روبيان الطاووس من إدراك مختلف أنواع الفرائس المرجانية، التي تكون عادة شفافة أو نصف شفافة أو الحيوانات المفترسة لها مثل أسماك الباراكودا ذات القشور الوماضة. ومن جهة أخرى فإن الطريقة التي يقتنص بها روبيان الطاووس فريسته بتلك الحركات السريعة جداً من مخالبه تتطلب معلومات دقيقة جداً عن المسافة، مما يتطلب إدراكاً دقيقاً للعمق.

  • اتصالات ضوئية بين الروبيان!

واكتشف العلماء أن بعض الأنواع من هذا الروبيان تطلق أضواء معينة من أجسامها للاتصال برفاقها.. إن روبيان الطاووس بحق هو من أغرب المخلوقات البحرية.

 


 

رؤوف وصفي