لكل جهاز شفرة خاصة

لكل جهاز شفرة خاصة
        

رسم: منصور الشريف

          اجلس حينما شئت، وخذ راحتك، وامسكني، واضغط على أي «زر»، سوف تحصل على ما تريده، في غاية السهولة.

          نعم.. بكل سهولة، سواء وأنت جالس أمام التلفاز، تود أن تغير القنوات، أو أسفل جهاز تكييف هواء، صيفًا أم شتاء، أو حتى إذا أردت أن تتحكم في الستائر، وأيضًا إذا أردت أن تفتح، أو تغلق كراج السيارات.

          اضغط تجد الحياة سهلة.

          اسمي حسبما ينطقني الناس «ريموت كونترول».. لكن دعنا نطلق الاسم العربي، أنا «وحدة تحكم»، أستطيع أن أتحكم في أشياء عديدة صنعوني من أجل تنفيذها.

          لكن، انتبه.. هناك وحدات كثيرة مني.. أحدهم تلفزيون، والثاني للفيديو، والثالث لوحدة الاستقبال. وفي المؤسسات العصرية، يمكن أن تجد مني الكثير.. لذا، فإن عائلتنا قد غيرت الحياة وإيقاعها.

          أنا مطيع جدًا للأصابع التي تضغط على الأزرار، أنفذ ما تأمر دون سلام، أو كلام، أو ضوضاء..

          والأجهزة المختلفة في كل مكان مطيعة جدًا لي وأنا أغيّر قنوات، أو أرفع مصراع ستارة، أو أخفض من صوت الأغنية، التي يجب أن أسمعها وحدي.

          نعم، أنا غيّرت شكل الحياة، وجعلتها سهلة.

          منذ سنوات عديدة، عندما أرادت «السيدة نعمت» أن تغير المحطة، قامت وتحاملت على نفسها، وهي تتألم، ثم عادت إلى مكانها المعهود، كي تشاهد البرامج.

          وللأسف، فإن «السيدة نعمت» اضطرت إلى تحمل البرنامج السخيف، والفيلم المثير للملل لأنها لن تستطيع مجددًا أن تقوم لتغيير المحطة.

          الآن، بعد عدة سنوات، صارت «ندا» الطفلة الصغيرة، سابقًا، أمًّا، تجلس أمام التلفاز، يمكنها أن تضغط عشرين ضغطة في نصف ثانية كي تختار بسهولة المحطة التي تعجبها.. دون أن تقوم من مكانها.

          نعم، الحياة الآن سهلة بالنسبة لــ «ندا» أكثر من الحياة التي كانت تعيشها جدتها.. لذا انتشر وجودي في كل مكان.

          وهناك من يداعب ويقول إن العلماء سوف يجعلون الأمطار تسقط، أو لا تسقط ماء أو جليدًا، من خلال وحدة التحكم.

          نعم، اسمي «وحدة التحكم»، وهناك نوعان أساسيان مني:

          النوع الأول يستخدم موجات الراديو، مثل وحدة التحكم التي تستخدم لفتح وإغلاق أبواب الكراجات.

          في هذه الوحدة، من عائلتنا المنتشرة في كل أنحاء الدنيا، هناك وحدة إرسال، ووحدة استقبال لموجات الراديو، من أجل جعل الباب يصعد إلى أعلى فينفتح، أو أن يتحرك إلى أسفل فينغلق.

          في هذه الوحدات، هناك نظام رقمي من الشفرات، لكل وحدة تحكم ترددات خاصة بها، بمعنى أنني أستطيع فتح وغلق ذلك الكراج.. أما أي كراج آخر، فإنه، يستعصي علي. ولك أن تتصور أن هناك ملايين الشفرات موجودة في ملايين من أمثالي أنا وحدة التحكم.

          كل ما أفعله أنني أتعامل مع الموتور (المحرك) الذي يحرك الباب، أجعله يتحرك، إلى أعلى أو إلى أسفل.. لذا، تبدو الأمور مثيرة للدهشة.

          النوع الثاني من وحدات التحكم، في عائلتنا، يستخدم الأشعة تحت الحمراء، مثل تلك التي تستخدم في أجهزة التلفاز.

          هناك من حولنا، أشعات كثيرة، لها ألوان، وأشعات من دون ألوان، مثل الأشعة تحت الحمراء..

          ووحدة التحكم التي تستخدم في التحكم في إغلاق التلفاز، أو الفيديو، أو جهاز الاستقبال، تتحكم أيضًا في الموتور الموجود بداخل الأجهزة.

          ولكل وحدة تحكم، تردد خاص بها، وشفرة، ولا أحد يمكن أن يرى تلك الترددات ولا الأشعة بعينيه.

          وفي كل مصنع لوحدات التحكم من عائلتنا تتم برمجة لوحدة بترددات خاصة، فلا يمكن لوحدة التحكم أن تفتح أو تغلق أي جهاز آخر.

          لكن الدنيا تغيرت، نعم، تغيرت، فالعلم، جعل هناك الآن بعضًا من أنواع أجهزة التحكم قادرة على إرسال شفرات متعددة، وبذلك يمكن استخدام وحدة واحدة للتحكم في العديد من الأغراض.. في فتح النافذة، والسيطرة على جهاز التكييف، والتحكم بقوة في السيارة التي اشتراها الأستاذ سعيد لابنه «فريد» في عيد ميلاده، وفي العديد من الاستخدامات الكثيرة.

          ألم أقل لكم، إن الدنيا «تتغير».. في كل دقيقة، وفي كل لحظة؟