لعبة جديدة

لعبة جديدة
        

رسم: أشرف الأسدي

          وصلت إلى مكان اللعب قبل الأولاد كعادتي، وسألت نفسي: ماذا سأفعل كي أكون الفائز هذه الليلة أيضًا؟ أأختبئ في هذا المكان الجديد؟ أم أختبئ في المكان الذي اعتدت أن أختبئ فيه دائمًا والذي لا يراني فيه أحد؟

          لحظات وأسرعت إلى المكان الذى كنت أختبئ فيه دائمًا، فوجدت القمر يمشي ورائي وقد أضاء المكان.

          فذهبت  إلى مكان آخر فوجدت القمر يمشي ورائي أيضًا وقد أضاء المكان، فنظرت إلى ملابسي البيضاء، وقلت: لعل القمر يمشي ورائي لأنني أرتدي ملابس بيضاء، فأسرعت إلى البيت وبدلت ملابسي البيضاء بملابس من لون آخر وخرجت من البيت، فخرج معي أخي الصغير وذهبنا إلى مكان اللعب، ورحت أختبئ في الأماكن التي اعتدت الاختباء بها، ولكنني وجدت القمر يمشي ورائي أيضًا.

          فقلت لأخي عليك أن تمشي في هذا الاتجاه، وسوف أمشي أنا في الاتجاه الآخر، ونرى مع مَن سوف يمشي القمر!

          دقائق وعدنا أنا وأخي، فسألت أخي: هل كان القمر يمشي معك؟ فقال أخي: نعم القمر كان يمشي معي، فتعجبت لهذا الأمر! كيف يستطيع القمر أن يسير في اتجاهين مختلفين؟!

          في هذا الوقت كان الأولاد قد وصلوا إلينا، فقلت لهم: سوف نلعب لعبة جديدة هذه الليلة: سوف يسير كل منا في اتجاه غير الآخر، ومن سوف يمشي معه القمر سيكون هو الفائز هذه الليلة.

          فرح الأولاد بهذه اللعبة الجديدة، وسار كل منا في اتجاه غير الآخر وبعد دقائق عدنا إلى مكان اللعب، فقال أولنا وهو سعيد وفرحان: أنا الفائز.. أنا الفائز، فقد كان القمر يمشي معي، وقال الثاني: بل أنا الفائز، لقد كان القمر يمشي معي أنا، وقال آخر: بل أنا الفائز فقد كان القمر يمشي معي أنا!

          عندما سمعت هذا كنت أضحك في سري وأتعجب! كيف يستطيع القمر أن يسير في كل هذه الاتجاهات؟!

          ولكن أخي الكبير الذي جاء ليعيدنا إلى البيت أجاب عن هذا السؤال، وقال بصوت عالٍ: بل أنتم جميعًا فائزون، فالقمر يسير معنا جميعًا، لأنه في أعلى مكان في السماء كي ينير لنا جميعًا.

          نظرت إلى القمر وابتسمت، فابتسم لي القمر ومشى معنا حتى وصلنا إلى البيت.

 



قصة: عبدالله مرشدي