العالم يتقدم: البطريق الإمبراطوري.. أمهر الغواصين: إعداد: رؤوف وصفي

العالم يتقدم: البطريق الإمبراطوري.. أمهر الغواصين: إعداد: رؤوف وصفي
        

          البطريق طائر لا يطير، ويعيش في أبرد منطقة بالعالم.. الدائرة القطبية الجنوبية حيث تصل درجة الحرارة إلى أربعين درجة مئوية تحت الصفر، ومن بين سبعة عشر نوعًا من البطاريق، وجسم البطريق الإمبراطوري أبيض الصدر وأسود الظهر وهناك بقع من اللون البرتقالي فوق أعلى صدره ومنقاره صغير وله ما يشبه الزعانف وعنقه قصير وساقاه قصيرتان للغاية وتنتهيان بقدمين لهما أغشية، وهو يسير منتصب القامة.

          كيف يستطيع البطريق الإمبراطوري تحمل البرودة القارسة في القطب الجنوبي؟

          - هناك عدة طبقات من الريش الكثيف فوق جسم البطريق الإمبراطوري، يبلغ سمكها نحو خمسة سنتيمترات، وبين هذه الطبقات فقاعات من الهواء وتحتها طبقات من الشحم.

البطريق يلجأ لتدفئة جسمه بنفسه

          يمكن للبطريق الإمبراطوري التحكم في الدورة الدموية داخل جسمه بحيث تمنحه بعض الدفء، بالإضافة إلى أن «زعانفه» يمكنها الاحتفاظ بالحرارة. وتلجأ هذه البطاريق إلى الالتصاق ببعضها بعضاً في حشود قد يصل عدد الأفراد فيها إلى الآلاف، وذلك التماسًا للدفء.. ويعيش البطريق الإمبراطوري حوالي عشرين عامًا.

أمهر الغواصين

          ويتميز البطريق الإمبراطوري بقدرته العجيبة على الغوص في المحيط البارد، إلى عمق يصل إلى 550 مترًا، كما يمكنه البقاء تحت الماء لمدة تبلغ عشرين دقيقة دون أن يصعد إلى سطح الماء ليتنفس. كما أنه يتحمل في تلك الأعماق ضغطًا يزيد بنحو أربعين مرة عن الضغط الجوي المعتاد.

ما الذي يجعل البطريق الإمبراطوري يغوص إلى تلك الأعماق حابسًا أنفاسه؟

          إنه في الواقع يقوم بهذه «المغامرة» بحثًا عن الطعام الذي يفضله، ويتمثل في الروبيان والأسماك الفضية والحبّارات والمحار والكاريل (قشريات صغيرة تشبه الروبيان). ويسبح البطريق الإمبراطوري بسرعة تصل إلى عشرين كيلومترًا في الساعة تساعده زعانفه وأغشية قدميه. ويتناول هذا البطريق نحو ثلاثة كيلوجرامات من الكائنات البحرية في اليوم. ولكنه عندما يرقد على البيض بدلًا من الأنثى فإنه يظل «صائمًا» لمدة تصل إلى أربعة وستين يومًا.

          والغريب أن البطريق الإمبراطوري يشرب مياه المحيط المالحة، ويقوم جسمه بترشيح الملح من المياه لتصبح صالحة للشرب، أما الملح فإنه يخرج من فتحات خاصة في منقاره.

من عجائب البطريق

          أثناء غوص البطريق الإمبراطوري إلى أعماق المحيط، فإن معدل ضربات قلبه ينخفض إلى حوالي خمس نبضات في الدقيقة، ومع هذا فإن كل أعضاء جسمه تعمل بكفاءة. واتضح كذلك أن نسبة الأكسجين تنخفض في جسمه. والمعروف أن الأكسجين يساعد الخلايا على استخلاص الطاقة من الطعام. ولكن بسبب معدل ضربات القلب القليلة، فإن البطريق الإمبراطوري يمكنه البقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف الصعبة في الأعماق.

البطريق الإمبراطوري.. يساعد البشر

          - ويجري العلماء تجاربهم للاستفادة من القدرة الغريبة للبطريق الإمبراطوري على الحياة في أعماق المحيط، على الرغم من انخفاض نسبة الأكسجين في خلاياه. إذ إن بعض المرضى من البشر الذين يصابون بالسكتة القلبية أو الدماغية وقد يصل الأمر إلى موتهم يعانون من نقص كمية الأكسجين في خلاياهم. فلو تمكن العلماء من معرفة كيفية تمكن البطريق الإمبراطوري من الحياة بنسبة أكسجين بسيطة، لاستطاعوا علاج مرضى السكتة القلبية والدماغية، بل والوقاية من هذين المرضين الخطيرين.

  • اتضح من الأبحاث العلمية الحديثة، أن البطريق الإمبراطوري لديه من جزيئات الدم التي يطلق عليها «الهيموجلوبين» والتي تنقل الأكسجين إلى كل أنحاء الجسم كمية تزيد بنسبة 25 % عن مثيلتها في جسم الإنسان، ولهذا تكون قادرة على تخزين ونقل كمية قليلة من الأكسجين إلى كل خلايا الجسم، بسبب عددها الكبير.

 



إعداد: رؤوف وصفي