الذكرى المئوية لتأسيس التعليم النظامي في الكويت.. حكاية مدرسة

الذكرى المئوية لتأسيس التعليم النظامي في الكويت.. حكاية مدرسة
        

          مع بداية كل فصل دراسي نضع أنا وأختي قائمة احتياجاتنا له وعادة ما تتضمن كراسات، أقلام، شنط، أدوات الهندسة وما إلى ذلك... هذه المرة ولتغيّب والدينا بداعي السفر، قمنا بتسليم قائمتنا المعتادة إلى جدتنا، وما أن رأتها حتى صرخت قائلة: لماذا كل هذا، إلى أين ستذهبون، للمدرسة أم إلى مكان آخر؟

          وأخذت تقرأ بصوت مرتفع: أقراص مدمجة، فلاش الذاكرة، طابعة وحبر ملون، صيانة الحاسوب المنزلي و..و...و...

          قاطعتها بسرعة: جدتي نحن على مشارف العام 2012 أساليب وأدوات التعليم اليوم مختلفة عما كانت عليه في السابق، وما نطلبه هو ما يتلاءم مع موادنا الدراسية التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على الشبكة المعلوماتية.

          ابتسمت جدتي وأنا أتكلم محاولا إقناعها بأهمية طلباتنا وقالت: يا بني أعلم أن التطور من سنن الحياة، ولكني تفاجأت بسرعة التغيرات «هل تعلم أننا في الكويت أكملنا 100 عام على انطلاق التعليم النظامي».

          سأحكي لكم كيف وصلتم اليوم إلى ما أنتم عليه:

          قبل مئة عام اجتمع عدد كبير من أهالي الكويت في ديوانية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وفيها كانت الدعوة لإنشاء مدرسة نظامية حديثة بأموال المحسنين والقادرين على التبرع. وبالفعل قدمت الأسر الميسورة آنذاك الأموال لبناء المدرسة، ومنهم أسرة آل إبراهيم التي تبرعت بما يقارب من الـ  70 % من الأموال.

          وأثنى الشيخ يوسف بن عيسى عليهم بقصيدة ثناء لهم قال فيها:

آل إبراهيم هم أهل الوفا    ....    هم نجوم بسما المجد تلالا

          وتبرع آل خالد بقطعة أرض هي أحد بيوته الواقعة في وسط المدينة لتبنى عليها المدرسة، إلى جانب التبرعات المالية أيضا.

          وفي عام 1330 للهجرة افتتحت المدرسة المباركية للعام الدراسي 1911-1912 لتكون أول مدرسة نظامية للأولاد. ومن ثلاث غرف تشكلت فصول المدرسة. وحرص القائمون على المدرسة أن يكون لها عائد ثابت إلى جانب التبرعات من خلال رسوم مالية بسيطة للطلبة تراعي حالتهم المادية، فمثلا يدفع أصحاب الدخل الميسور روبيتين، وذوو الدخل المتوسط روبية، أما غير القادرين على الدفع فالتعليم مجاني لهم.

          وتلا المدرسة المباركية إنشاء المدرسة الأحمدية عام 1921، أما مدارس الفتيات فقد كان بعض الأهالي يعارضونها آنذاك ما دفع مجلس المعارف عام 1938 إلى استئجار بيت من أسرة المانع ليكون أول مدرسة للفتيات. وانتشرت بعد ذلك المدارس النظامية في أحياء الكويت.

          أما متطلبات الدراسة فكانت بسيطة جدا ولمن استطاع، وتكفلت المدارس بتقديم الكتب ووجبة غذائية أثناء اليوم الدراسي وذلك لترغيب الأهالي لتعليم أبنائهم.

هل تعلم؟

          أن اليوم الدراسي في الماضي كان يزيد على 7 ساعات، لذا كانت المدارس توفر أسرّة للتلاميذ لفترة القيلولة، يكمل بعدها ممارسة النشاط المدرسي.

 



إعداد: هذايل الحوقل