الإسلام حضارة: سباق المصالحة: بقلم: عيسى حسن الجراجرة

الإسلام حضارة: سباق المصالحة: بقلم: عيسى حسن الجراجرة
        

(قصة قصيرة للأطفال
من قصص ذكاء وفضل أهل بيت الرسول الكرام)

رسوم: أشرف الأسدي

          بدأ الراوي الشيخُ يحكي لأحفادهِ الصغار القصةَ الجديدةَ، التي وعدهمْ بها، فقال: في ذات يومٍ من الأيامِ في زمانٍ بعيدٍ عن زماننا هذا، زمانٌ كانتْ تعطرهُ روائحُ النبوةِ العطرةِ، وأريجها الطيبُ، إنه زمانُ النبي، محمد صلى الله عليه وسلّم.

          ففي يومٍ من تلك الأيامِ المباركةِ، جرى بين الحسين بن علي بن أبي طالب، وبين أخيه غير الشقيق: محمد بن الحنفية رضي الله عنهما نقاش  فانصرفا متغاضبين. فلما وصل محمد إلى منزله، رأى أن يصالح أخاه الحسين بطريقة كريمة تحفظ لكل منهما مكانته. فأخذ رقعة وكتب فيها:

          بسم الله الرحمن الرحيم

          من محمد بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب. أما بعد:

          فإن لك شرفًا لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، وأنت ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة الزهراء، رضي الله عنها وأرضاها، فإذا قرأت رقعتي هذه، فالبس رداءك ونعليك، وسر إليّ فترضّاني، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل، الذي أنت أولى به مني، والسلام.

          (قصد محمد بن الحنفية، بقوله لأخيه الحسين: لك شرف لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، أي أن والدنا واحد هو، علي بن أبي طالب، ولكن أمك هي: فاطمة الزهراء، وجدك هو سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بينما أمي أنا، هي: خولة الحنفية، ولذلك يلقبني الناس: بـ «ابن الحنفية»، وجدي والد أمي خولة هو: جعفر من قبيلة بني حنيفة باليمامة).

          فلما قرأ الحسين رضي الله عنه الرقعة، رغب في التصالح مع أخيه، فلبس رداءه ونعليه، ثم جاء إلى أخيه فترضّاه، وساد بينهما الصلح والوئام.. وطار الطير وأسعد الله مساءكم بالخير.

 



بقلم: عيسى حسن الجراجرة