جَلَسَ الرَّاوِي وَقَالْ:
«فِي جَزِيرَهْ
حَبَّةُ
الْقَمْحِ الصَّغِيرَهْ
قَطَعَتْهَا نَمْلَةٌ مِنْ سُنْبُلَهْ»
***
قَالَتِ الْحَبَّةُ لِلنَّمْلَةِ:
«إِنِّي كُنْتُ
أَحْيَا
مَعَ أَخوَاتِي القُمَيْحَاتِ الصَّغِيرَهْ
حَبَّةً فِي إِثْرِ
حَبَّهْ
فِي الْتِفَافٍ وَمَحَبَّهْ
حَوْلَ سَاقِ الأُمِّ
أُمِّي
السُّنْبُلَهْ
أُمُّنَا مِثْلُ الضَّفِيرَهْ
وَأَنَا صِرْتُ
يَتِيمَهْ
أَطْلِقِينِي يَا رَحِيمَهْ»
قَالَتِ النَّمْلَةُ
لِلْحَبَّةِ:
يَا أَحْلَى وَلِيمَهْ
أَنْتِ لِي أَغْلَى
غَنِيمَهْ
صَاحَتِ الْحَبَّةُ فِي النَّمْلَةِ:
أَرْجُوكِ
دَعِينِي
قَبْلَ أَنْ أَرْفَعَ شَكْوَى لِلْعَدَالَهْ
قَالَتِ
النَّمْلَةُ:
«فَلْنَذْهَبْ إِلَى قَاضِي الْجَزِيرَهْ»
***
قَالَتِ الْقَمْحَةُ:
يَا الْقَاضِي الرَّفِيعَ
الْمَنْزِلَهْ
فَصَلَتْنِي هَذِهِ النَّمْلَةُ
عَنْ أَحْضَانِ أُمِّي
السُّنْبُلَهْ
يَتَّمَتْنِي
قَهَرَتْنِي
قَالَتِ النَّمْلَةُ:
مَا
عِنْدِي طَعَامٌ
جَوْفَ بَيِتِي الْمَنْمَلَهْ
***
فَتَحَ الْقَاضِي فَمَهْ
فَاخْتَفَتْ..
حَبَّةُ
الْقَمْحِ اخْتَفَتْ
نَمْلَةُ الْقَمْحِ اخْتَفَتْ
صَرَّحَ
الْقَاضِي:
وَأَيْنَ الْمُشْكِلَهْ؟
***
وَقَفَ الرَّاوِي وَقَالْ:
لَمْ يَكُنْ قَاضِي
الْجَزِيرَهْ
غَيْرَ دِيكِ الْمَزْبَلَهْ.