أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          ها نحن نستقبل عامًا جديدًا من القرن الحادي والعشرين. وقد دَرَجَ الناسُ على الاحتفال بالعام الجديد آملين أن يكون أفضل من العام الذي يسبقه، واخترعوا في الغرب شخصية «بابا نويل»، ذلك الرجل العجوز السمين الضاحك ذو اللحية البيضاء الناصعة كالثلج، الذي يرتدي الرداء الأحمر ذا الأكمام والأطراف البيضاء، ويوزع الهدايا على الأطفال بمناسبة العام الجديد.

          وقد أخذت بعض المدن العربية تلك الشخصية وقلدتها احتفالًا بالعام الميلادي الجديد، بل إن الناس في بعض المدن يقومون بتكسير ورمي الأطباق والزجاجات والأواني الفخَّارية القديمة مع دقات الساعة الثانية عشرة في آخر أيام السنة المنتهية، آملين أن تكون السنة الجديدة أفضل حالًا وأسعد من السنة الفائتة، كأنهم بذلك يكسرون أو يودعون الأحزان والآلام التي حدثت في العام المنقضي.

          وهي أيضًا عادة منقولة عن الغرب. والمشكلة في هذا السلوك غير السليم، أن الشوارع تزدحم في صباح اليوم التالي بالأطباق المكسَّرة والزجاجات المهشَّمة وشظايا الأواني المتناثرة تحت أرجل المشاة أو تحت عجلات السيارات.

          والبعض يُلقي مثل هذه الأطباق والزجاجات والأواني من الشرفات والنوافذ، وربما تسقط على رأس أحد المارة، أو على سيارة واقفة بجوار الرصيف، فينقلب الفرح باستقبال عام جديد إلى حزن وغمٍّ وإصابات وجروح ودماء نازفة.

          إنها عادات وتقاليد غريبة، بقدر ما تسعد البعض فإنها تسبب الشقاء والآلام للبعض الآخر. ومن هنا علينا أن ننتقي ما نأخذه من الغرب، وما لا نأخذه، فليس كل ما يفعله الإنسان هناك صوابًا وسليمًا.

          وبمناسبة شخصية «بابا نويل» أو «سانتا كلوزا» الغربية التي أحبها الأطفال والتي كتب عنها الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مو عام 1823 قصيدة بعنوان «الليلة السابقة لعيد الميلاد»، فليت كتابنا وأدباءنا ومبدعينا العرب يقدمون شخصية عربية يحبها الأطفال، وكانت هناك محاولات لذلك في مصر، والإمارات مثل بكَّار وحمدون، ولكنها لم تحظ بالشهرة التي حظيت بها شخصيات غربية مثل «بابا نويل» أو «سوبرمان»، أو شخصيات كرتونية أخرى مثل الفأر ميكي، أو «ميكي ماوس» و«توم وجيري» وغيرها.

          ونحن هنا في «العربي الصغير» نشجع أي محاولة لابتكار شخصية كرتونية عربية تحظى بحب الأطفال واهتمامهم.

 



سليمان العسكري   






صورة الغلاف