أحلامُ سامر

أحلامُ سامر
        

ريشة: أمين الباشا

          سأل سامرٌ أمَّه: متى سأذهبُ إلى المدرسةِ مع أختي سلوى؟

          أجابت أمُّ سامر: السنةَ القادمةَ.

          سامر: لمَ لا أذهبُ غدًا مع سلوى؟

          أم سامر: لأنك مازلتَ صغيرًا.. وسلوى ستكون مشغولةً بدروسِها. المدرسةُ ليست للهو واللعب.

          سامر: آه.. فهمت.. أنا أعلمُ.. أرى أن سلوى تحملُ معها شنطةً فيها كتبٌ ودفاترٌ وأقلامٌ.

          أم سامر: صحيح.. في الشنطةِ كلُّ ما يلزمها للدراسةِ.

          قاطعها سامرٌ: لدراسةِ ماذا؟

          الأم: تعلمِّ الكتابةِ والقراءةِ والحسابِ وأشياء كثيرة.

          سامر: والرسم؟

          الأم: طبعاً الرسمُ أيضًا.. أنا أعلم أنك تحبُّ الرسمَ.

          سامر: طيب.. إذا اشتريت لي كتبًا وأقلامًا، هل أستطيع الذهابَ إلى المدرسةِ؟

          الأم: طبعاً.. ولكن ليس الآن.

          سامر: لا.. غدًا.

          الأم: يا سامر.. يا حبيبي.. قلت لك أنت مازلت صغيرًا، السنة القادمة ستذهب مع سلوى، هل فهمت؟

          سامر: فهمت.. وسيكون عندي كتبٌ ودفاترٌ وأقلامٌ؟

          الأم: طبعاً.. وشنطة أيضًا.

          نظر سامرٌ إلى أمِه دون أن يتابع أسئلتَه، قام وفتشَ أوراقَه وأخذ أقلامَه الملونةَ وعلبة التلوينِ المائي (الاكواريل) وأخذ يرسم.

          الأم: عال.. عندما تنتهي من الرسمِ، أرني ماذا رسمت.

          سامر: حاضر.. طيب.

          مضت ساعةٌ، دخلت أمُّ سامر إلى غرفةِ ابنها، كان نائمًا فوق أوراق ملونة مبعثرة في أرجاءِ الغرفةِ، أيقظته من نومِه، كان وجهُه ملطخًا بالألوان، وثيابه أيضًا ويداه، ضحكت الأمُّ وقالت: ما هذا؟ ماذا فعلت بوجهِك وبيديك وثيابك؟

          سامر: آ.. آ.. لا شيء.. كنت أرسم.. انظري يا أمي.. رسمت طيورًا، هل ترين الطيور في رسومي؟ أليست جميلةً.. ملونةً.. ثم نمتُ.. غفوتُ.. وحلمتُ بالطيورِ التي رسمتها، ورأيتني أطيرُ معها وأسبحُ في الأجواءِ متنقلاً من سحابٍ إلى سحابٍ، ومن لونٍ إلى لونٍ.

          ورأيتُ ألوانًا كثيرةً، جميلةً جدًا، لم أرَ مثلها من قبل، وفي منامي سمعت زقزقة عصافير.. آه يا أمي، كم أريد أن أعيشَ في تلك الأجواء طائرًا كالطيورِ!

          قالت أمُّه وهي تضحك: والمدرسةُ؟ هل مازلت تريد الذهابَ إلى المدرسةِ؟ أجابها سامرٌ وهو يبتسمُ: سأفكّر بهذا بعد أن آكل.. أنا.. أنا جوعان جدًا.

 



أمين الباشا