شجرةُ نارنج

شجرةُ نارنج
        

رسم: إبراهيم مرزوق

          اشترى والدُ رياض بيتًا جديدًا له حديقة جميلة.

          فرح رياض بزهورِها الملونةِ مثل الورد البلدي والقرنفل والبنفسج، وبالأشجار المثمرة كالبرتقال والجوافة والتين.

          كانت إحداها تشبه شجرةَ البرتقالِ، لكنه عندما قطف ثمرة ووضع فصًا في فمه، شعر بمرارةٍ شديدةٍ، وأسرع يتمضمضُ في الحمامِ.

          سأل أباه عنها فقال له:

          - إنها شجرةُ النارنج يا رياض، وثمارُها لا تؤكل!

          حكى لزملائِه في المدرسةِ عنها، لكنهم لم يعرفوها، وذهبوا جميعًا يسألون مدرس التربية الزراعية.

          قال الأستاذُ: النارنجُ له فوائدٌ كثيرةٌ سأحدّثكم عنها في الحصةِ القادمة.

          عاد رياض يقول: أريدها أن تطرحَ برتقالاً لذيذًا.

          قال الأستاذ ضاحكًا: خذ هذا الكتيب، إنه يشرحُ طريقةَ تطعيم النارنجِ ليتحولَ إلى برتقالٍ.

          حين عاد وجد والدَه يروي الحديقةَ. أعطاه الكتابَ فابتسمَ وقال:

          إننى أعرفُ فكرةَ التطعيمِ منذ وقتٍ طويلٍ!

          - ولماذا لم تطعمها يا أبي؟ هل تسمح لي أن أقوم بذلك؟

          قال الأب: غدًا سوف نتحدثُ في هذا الموضوعِ.

          في الصباحِ اجتمعت الأسرةُ على مائدةِ الإفطارِ.

          وضعت أم رياض أمامَه طبقًا من المربى، ما إن تناول ملعقةً حتى أعجبَه طعمها فتناول ثانيةً وثالثةً!

          كان الأبُ والأمُ يتبادلان النظراتِ ثم سأله الأبُّ:

          ما رأيك يا بطل في هذه المربى؟

          ردّ رياض بسرعةٍ:  إنها ألذ مربى ذقتها في حياتي!

          قالت الأمُّ:

          هل تصدق؟ إنها مربى النارنج!

          نظرَ من النافذةِ، كانت الأشجارُ تهتزُّ من الضحكِ!

 



سمير المنزلاوي