مبدعو الغد

مبدعو الغد
        

الضفدع الفتّاك

          كنت وأخي الكبير نتجوّل في المزرعة. وإذا بنا نقف أمام بركة ماء، وفجأة علا صوت ضفدع منها. قلت لأخي كيف يصدر الضفدع صوته المزعج هذا؟ فأجابني: إن الضفدع إذا أراد أن ينقنق فإنه يغلق فمه ويصدر صوتًا من أعماق صدره بواسطة عضوين وحلقه. وأول الأمر يتغذى الضفدع الصغير عن طريق ذيله الذي يختفي تدريجيًا عندما يكبر، ولا يمكن الاستهانة بالضفدع، فهناك نوع من الضفادع فتّاك، إذ تكون له أسنان كالمنشار فيهاجم الخيول وكثيرًا ما يفتك بالحصان حينما يكون نائمًا إذ ينقض عليه فيعضه ويبقى ملتصقًا به حتى يموت الحصان، ومن بعده يموت الضفدع لأنه يعجز عن فك أسنانه الفولاذية عن جسم فريسته، وهذا النوع موجود في أمريكا.

هبة علي جاسم - العراق

الخيانة

          كان في قديم الزمان غراب وسلحفاة يعيشان معًا عيشة هنيئة، عيشة أصدقاء. وذات يوم خرجا للترفيه عن النفس في الحقل المجاور، وعند المغيب شعر الغراب بالجوع فأراد أكل السلحفاة، ولكنه كلما اقترب منها أدخلت رأسها ورجليها في قوقعتها واختفت تمامًا.

          طأطأ الغراب رأسه وفكر في حيلة تمكّنه من أكل صديقته.

          فقال لها: يا صديقتي نحن صديقان منذ سنوات طويلة، وكنت مستغرباً لأننا مازلنا لا نعرف بعضنا البعض جيدًا.

          - ما الذي لا تعرفه عنّي؟

          - طريقة أكلك.

          - إنها سهلة جدًا!

          إن أسقطتني من بعيد فتنكسر القوقعة ويبقى اللحم. وهكذا فعل الغراب فأكلها، ولكنه حين تذكر ما عاشاه معًا في السرّاء والضرّاء شعر بالندم وقال: لقد اسودّ وجهي لعدم أمانتي وخيانتي، والآن لن يصدقّني أحد من حيوانات الغابة.

تسنيم المؤدب - تونس