الشجرة الفلسطينية

الشجرة الفلسطينية
        

رسم: موفق فرزات

          في صباح ذات يوم جاء ضابط من جيش الاحتلال إلى شجرة البرتقال. نظر اليها باشمئزاز وقطب جبينه ووضع يديه على خاصرته  وقال للشجرة بصوت آمر: أيتها الشجرة أنزلي لي برتقالا.

          فأجابت الشجرة: كلا.. لن أعطيك أي برتقالة من برتقالاتي.

          تساءل الضابط غاضبا: لماذا؟

          أجابت الشجرة: إن أثماري والأرض التي أعيش عليها ملك ذلك الفلاح الذي يعيش هناك في ذلك البيت. فهو الذي زرعني وسقاني الماء واعتنى بي أعواما طوالا بصيفها وشتائها.

          أما أنت  فغريب عني وعن هذه الأرض.. وأوامرك لن تنفع معي فلن تحصل مني على أي شيء.

          غضب الضابط وصرخ قائلا: حسنا.. اذا لم تعطني.. فأنا اعرف كيف أحصل على البرتقال.. فعندي القوة لإنزال كل برتقالك أيتها الشجرة اللعينة. وأمسك الضابط بجذع شجرة البرتقال وأخذ يهزها بيديه القويتين، هزا قويا, لكن الشجرة حولت برتقالها إلى حجر تساقط على رأس الضابط الذي أخذ يصرخ من شدة الألم ويصيح طالبا النجدة، وفر هاربا من الشجرة التي أخذت بالضحك عليه.

 



أسامة عبدالكريم