مبدعو الغد.. جزاء الاعتداء على الطبيعة

مبدعو الغد.. جزاء الاعتداء على الطبيعة
        

          كانت هناك في إحدى المدن الصغيرة، حديقة جميلة وواسعة، يقصدها السكان في معظم الأوقات، للترفيه عن النفس والجلوس في المساحات الخضراء واستنشاق الهواء العليل، فيطالعون قصصًا وكتبًا، يقرأون مجلات وجرائد تحت ظلال الأشجار. لكنهم في الحقيقة لم يحترموا قانون الحديقة، فيرمون الأوساخ والقاذورات، يكسرون أغصان الأشجار، ويقطفون الورود والأزهار، يدوسون الأعشاب والحشائش والنباتات، وبعض المدخنين يرمون السجائر على الأرض كما يتركون زجاجات العصير في المكان، حتى أصبحت تلك الحديقة ملوّثة ولم تعد كما كانت عليه سابقًا. في إحدى المرات شبّ حريق في الحديقة، بسبب قطعة زجاج تحت أشعة الشمس أو سيجارة مشتعلة، فتم إطفاء الحريق وأغلقت الحديقة بعدما صارت أرضها جرداء قاحلة، ولم يعد للسكان أي ملجأ يلجأون إليه، ولم يعد للأطفال مكان ممتع ومسلٍ مثل تلك الحديقة، وهذا جزاء مَن يعتدي على المساحات الخضراء.

فنيفي نور الهدى - الجزائر
رسوم: منى بوقروع - المغرب