العالم يتقدم: طائرة المستقبل.. فضائية صاروخية: رؤوف وصفي

العالم يتقدم: طائرة المستقبل.. فضائية صاروخية: رؤوف وصفي
        

          عندما تنظر إلى السماء، ألا تتمنى أن تذهب في رحلة إلى الفضاء، لتشاهد عجائب الكون؟ إن العلماء يحققون حلمك في صنع أول طائرة فضائية مدنية تقل ركابًا، وقد أطلق عليها «الطائرة الفضائية الصاروخية».

          وسوف يسافر على متن الطائرة الفضائية الصاروخية ستة ركاب بأجر وملاحا فضاء إلى ما بعد حدود جو الأرض، حيث سيشعرون بحالة انعدام الوزن، ويتمتعون بأروع المشاهد الفضائية الممكنة، قبل عودتهم إلى جو الأرض، والانسياب فيه حتى الهبوط في أحد المطارات.

الفارس الأبيض.. في الفضاء

          ونجاح الطائرة الفضائية الصاروخية، سوف يمهد الطريق أمام صناعة مثل هذه الطائرات المستقبلية، وستتسابق شركات عديدة لتدخل مجال «سياحة الفضاء» خلال مدة لا تزيد على عشر سنوات.

          ويبلغ طول الطائرة الفضائية الصاروخية نحو 18 مترًا والمسافة بين جناحيها حوالى ثمانية أمتار وارتفاع ذيلها خمسة أمتار تقريبًا. وتشتمل مقصورة الركاب على ستة مقاعد مريحة، ويتم تثبيت ضغطها عند الضغط الجوي، مما يمكن الركاب من التنفس الطبيعي دون أقنعة أكسجين عند الارتفاعات الشاهقة. ويصل عرض النوافذ في مقصورة الركاب إلى 35 سنتيمترًا وارتفاعها إلى 45 سنتيمترًا، أما نوافذ الملاحين فهي حوالى 55 سنتيمترًا عرضًا وارتفاعًا.

          ويمكن للطائرة الفضائية الصاروخية أن تحمل مركبات أكبر وصواريخ إطلاق أقمار اصطناعية غير مأهولة ببشر إلى ارتفاعات عالية جدًا. وسوف يتم إكساب هذه الطائرة الفضائية الصاروخية، قوة هائلة بالنسبة إلى وزنها.

          وسوف تُحمل الطائرة الفضائية الصاروخية في أولى مراحل رحلتها على مركبة أكبر (يبلغ المسافة بين جناحيها حوالى 43 مترًا)، وقد أطلق عليها (الفارس الأبيض).

ثلاثة أمثال سرعة الصوت

          وبمجرد قيام «الفارس الأبيض» بحمل الطائرة الفضائية الصاروخية إلى ارتفاع 15 كيلو مترًا، تنفصل الطائرة عنها، وتشعل صاروخها وتبدأ في الارتفاع على الفور ولمدة تسعين ثانية بسرعة هائلة تزيد على ثلاثة أمثال سرعة الصوت، التى تبلغ 1236 كيلومترًا في الساعة.

          وفور انخفاض ارتفاعها إلى ما بين 18 21 كيلومترًا، يعود الجناحان إلى وضعهما الأصلي طوال مدة الانسياب إلى الأرض، التي تستغرق ثلاثين دقيقة،  ثم تنساب الطائرة بهدوء، لكي تهبط في أحد المطارات.

تدريبات.. على زيادة الجاذبية

          إن حصولك على فرصة للسفر على متن الطائرة الفضائية الصاروخية، ليس أمرًا سهلًا. فأول شيء تحتاج إليه هو مبلغ كبير جدًا من المال، يصل إلى 200 ألف دولار كثمن للتذكرة الواحدة. ولكن المنتظر أن يقل هذا المبلغ، إذ أصبحت رحلات الطائرة الفضائية الصاروخية، عملًا تجاريًا منتظمًا وناجحًا. وهناك 80 ألف شخص وقعوا بالفعل في قائمة الركاب المنتظرين لرحلات الفضاء المحتملة القادمة. وتخطط الشركة المنتجة لهذه الطائرات، لصنع خمس طائرات جديدة منها في السنوات القادمة، إلا أن الركاب الموجودين في آخر قائمة الانتظار، سوف لا يسافرون على الطائرة الفضائية الصاروخية، قبل عدة سنوات.

          ويجري في الوقت الحاضر، إعداد برنامج تدريب لهذه الطائرات، يشتمل على تدريبات على ظروف انعدام الوزن وكذلك التدريب على احتمال زيادة قوة الجاذبية، من جراء انطلاق صاروخ الطائرة والدخول في جو الأرض، وهي تساوي أربعة أمثال قوة جذب الأرض. أما أثناء الدخول في جو الأرض، فإن الركاب يتعرضون لقوة جذب تساوي ستة أمثال قوة الجاذبية للأرض، وبعد التدريب، سيكون الركاب جاهزين للاستمتاع برحلتهم الفضائية الفريدة والتي ليس لها مثيل.

 



رؤوف وصفي   


















تستغرق رحلة الطائرة الفضائية الصاروخية ساعتين ونصف الساعة