إليكم أصدقائي أسئلة تطرق رؤوسنا دائمًا ونود أن نسمع ردًا على تساؤلاتنا.

لماذا نخاف من الظلام؟

          إننا لا نستطيع رؤية أي شيء في الظلام, فلسنا قططاً, إنما عين الإنسان تحتاج إلى الضوء ولو بنسبة صغيرة حتى نتمكن من رؤية الأشياء من حولنا ونعجز عن ذلك في الظلام.

          ويكفي أن يمر الطفل بموقف واحد مفزع حتى تتطور عنده حالة الخوف من الظلام. مثلًا عندما يكون الطفل بين يدي أمه ثم يصحو فجأة في الظلمة ليجد نفسه في سريره. أو عندما نصحو من النوم لنجد أنفسنا نائمين في وضع مختلف عن الوضع الذي نمنا عليه. كأن نجد رؤوسنا مكان أقدامنا في السرير، ويكون ذلك بسبب تحركاتنا أثناء النوم فنتحرك ونتقلب حتى تستقر رؤوسنا مكان أرجلنا.

          وللتغلب على الخوف من الظلام يمكننا أن نترك باب الغرفة مفتوحاً وكذلك أضواء الممر المؤدي إلى الغرفة لتدخل إلينا نسبة بسيطة من الضوء ولا تكون الغرفة مظلمة تماما.

          قد نعبّر نحن الأطفال عن خوفنا من الظلام ونعترف به ولكن الكبار لا يعترفون بخوفهم من الظلمة, غالباً ما يتركون ستائر الغرفة مفتوحة وذلك تعبيرًا عن خوفهم من الظلام.

لماذا علينا أن نتلقى الأوامر من الكبار دائمًا؟

          لا تلعب بأعواد الكبريت!
          لا تأكل الشيكولاتة!
          فرِّش أسنانك!
          اذهب إلى سريرك الآن!
          ياله من حال...

          هل شاهدت أي حلقة من برنامج عالم الحيوان ورأيت اللبؤة زوجة الأسد تحمل ابنها من ظهره بواسطة أسنانها لتجعله يمشي ضمن المجموعة ولا يخرج عنها؟!

          إنه أمر طبيعي وغريزي (فطري أي إنه تصرف طبيعي يوجد بداخل كل أم وأب ويولد بداخلهما).

          كل من الإنسان والحيوان يولد من دون أن يعرف أي شيء عن الحياة فلا يعرف كيف يعيش أو يتصرف, فنجد الأمهات والآباء دائمًا يحيطوننا برعايتهم فيعلموننا كيف نقرأ وكيف نكتب ويعلموننا كيفية الاستحمام وكيف نعيش حياتنا بطريقة سليمة. وكذلك الحيوانات تعلِّم أبناءها كيف تصطاد وكيف تأكل لتعيش، والطائر يعلِّم ابنه الصغير كيف يطير.

          أعتبرها من ضمن «قانون الحب والمحبَّة» نحن لا نطيع الكبار لأنهم أقوى منا بل لأنهم يحبوننا كثيرًا. ودور آبائنا هو إرشادنا إلى الطريق الصحيح لنعيش مستقلين في  المستقبل ونعتمد على أنفسنا في الحياة.

          وإليكم أصدقائي نصيحة: كلما اعتمدتَ على نفسك وحفظتَ دروس الحياة التي أعطاها الكبار لك قلَّت أوامرهم واعتمدوا هم عليك.

لماذا اليوم مقسم إلى 24 ساعة؟

          من السهل أن نعرف الوقت من خلال الساعة. بينما في الماضي لم تكن هناك ساعات ليعرف الناس من خلالها الوقت . فكان اعتمادهم على الشمس لمعرفة الوقت، ولكن كيف يتعرفون على الوقت  في الليل عندما تغيب الشمس؟

          كان الفلكيون في عصر الفراعنة يعتمدون على النجوم في الليل لمعرفة الوقت. وقد لاحظوا أن النجوم مثل الشمس، تشرق  من الشرق وتغرب من الغرب. ولتحديد مواقع النجوم بسهولة أكثر قاموا بتقسيم السماء إلى 36 قطعة كما تقسَّم الكعكة. كما أنهم لاحظوا أن أحد النجوم لم يكن يتحرك (النجم الشمالي) والنجوم الأخرى كانت تتحرك حول ذلك النجم الثابت فقرروا استخدام ذلك النجم الثابت كمرجع لهم.

كيف تطير الطائرات؟

          كان حلم الطيران يراود البشر في الماضي، كانوا يحلمون بالتحليق في السماء مثل الطيور لمشاهدة الأرض من الأعلى. ولكن مرت على البشر قرون وقرون ليدركوا أن الأجنحة وحدها لا تكفي للطيران، إنما هناك مقومات أخرى وضرورية لكي نطير.

          هناك أربع قواعد أساسية ومهمة كي تحلق الطائرة.

          1 - الرفع.
          2 - الوزن.
          3 - قوة الدفع.
          4 - السحب.

          الرفع: يدفع الطائرة إلى الأعلى والطريقة التي يتحرك بها الهواء، ويدخل الهواء حول الجناحين ليدفع بالطائرة إلى الأعلى، لذلك شَكْلُ الجناح أيضًا يساعد الطائرة على التحليق.

          الوزن: القوة التي تدفع الطائرة باتجاه الأرض, لذلك صممت الطائرات لكي يكون ثقلها في المنتصف ومن الأمام إلى الخلف وهذا ما يجعل الطائرة متوازنة.

          قوة الدفع: هي التي تحرك الطائرة إلى الأمام عن طريق المحركات. والمحرك أيضًا هو الذي يحافظ على دفع الهواء إلى الجناحين لكي تطير الطائره.

          قوة السحب: هي التي تخفِّف من سرعة الطائرة خصوصًا عند وجود مطبات هوائية والطائرة مصممة بطريقة تجعل الهواء يمرُّ حولها من دون أن يحتكَّ بها.

          تلك المقومات الأربعة ضرورية لكي تحلق الطائرة، ولكن من الضروري أيضا وجود قائد يوجه الطائرة.

          لماذا نشعر بالدَّوَار في الطائرة أو في السيارة أو في البحر؟

          سبب الدَّوَار هو أننا نكون جالسين في مكاننا ولا نتحرك ولكن مركز التوازن في الأذن الداخلية يرصد الحركة ويعرف أننا نتحرك,خصوصاً عندما نقرأ كتاباً في السيارة أثناء تحركها فإن الدماغ يعجز عن موازنة الأمرين التركيز على القراءة وحركة السيارة وهذا ما يسبب الدوار. كما أن العين تعجز عن التركيز خصوصًا عندما تتحرك السيارة بسرعة، فيستقبل الدماغ عدة إشارات مربكة تسبب الدوار. كما أن أرجلنا في السيارة لا تلمس الأرض، والسيارة في حالة حركة مستمرة لذلك يعجز الدماغ عن تحديد موقعنا.

          ولتفادي ذلك الدوار، هناك أدوية وقائية نأخذها قبل ركوب السيارة أو الطائرة أو المركب وتخفف من حدوث الدوار. وهناك طريقة أخرى وهي اختيار المكان الذي نجلس فيه فالذي يعاني من الدوار في الطائرة يفضل أن يجلس بجانب النافذة، أما في السيارة فيفضل الجلوس خلف سائق السيارة أو بجانبه.

لماذا تسقط أسنان الصغار؟

          تولد الدلافين بكامل أسنانها وبعض أنواع الدلافين لديها ما يقارب 250 سناً, أما بالنسبة للحية والتمساح فعندما تسقط أي سن من الأسنان لديهما تنمو مكانها سن أخرى وقد تصل عدد المرات التي يمكن للسن أن تنمو فيها مرة أخرى إلى 25 مَرَّةً،  طوال حياته.

          أما بالنسبة لنا نحن البشر فأسناننا تنمو على مرحلتين, المرحلة الأولى هي الأسنان اللبنية، والمرحلة الثانية هي الأسنان الدائمة.

          وتنمو تلك الأسنان بداخل اللثة, فتنمو أولاً الجذور ومن ثم تكبر السن ويبدأ الطفل الرضيع بالتسنين عندما يبلغ الشهر السادس، حيث يكون جهاز الطفل الرضيع الهضمي جاهزاً لامتصاص الطعام.

          ولا يكتمل نمو الفك لدى الأطفال إلا عندما يبلغون سن الخامسة عشرة وقبل أن يكتمل نموه لا يمكن للفك أن يحمل جميع الأسنان.

          وعندما تسقط أسنان الأطفال اللبنية تحل محلها الأسنان الدائمة، وتكتمل أسناننا عندما نبلغ سن الخامسة عشرة، ماعدا أسنان العقل التي تنمو لاحقًا عندما نكبر وقد لا تظهر أبدًا.

ماذا يعمل آباؤنا وأمهاتنا لساعات طويلة؟

          تبدأ مواعيد العمل عند الساعة الثامنة أو التاسعة وتنتهي ما بين الثانية والخامسة وأحيانا السادسة. خمسة أيام في الأسبوع, أتمنى أن يحصل الوالدان على إجازة طويلة، ربما دائمة!

لماذا ينشغل والدانا في العمل، أليس من الأولى أن يكونا بجانبنا طوال الوقت؟

          إن العمل يعني الراتب والراتب يعني المال, والمال ضروري لكي نعيش ونشتري احتياجاتنا، ضروري أيضًا لتربيتنا وأحيانًا للتعليم ودفع أقساط المدرسة لنحصل على تعليم جيد، ومن ثم وظيفة جيدة نعيش منها.

          في العصور القديمة قبل أكثر من 30000 سنة مضت كان يكفي أن يذهب الأب إلى الصيد مرتين في الأسبوع ليطعم أبناءه. أما اليوم فلا يمكننا الاعتماد على الصيد إنما المال هو المهم.

          وغالبًا ما يقضي آباؤنا عطلة نهاية الأسبوع بجانبنا لتعويض فترة غيابهم طوال الأسبوع. فلنشكرهم على جهودهم التي يبذلونها من أجلنا.

لماذا شَعْر جَدِّي وجَدَّتي أبيض؟

          إن الشَّعْر كالبَشْرة تمامًا يعتمد في لونه على كمية الصبغة (الملانين) التي تقوم الخلايا بإنتاجها. فكلما احتوت الخلايا على كمية أكبر من صبغة الملانين كان اللون أغمق.

          ولكننا عندما نكبر ونصل إلى سن الأربعين وما فوق فإن الخلايا تكون أكسل وتقل نسبة الملانين المسئولة عن لون الشعر فيها فيتحول لون الشعر إلى الرمادي ثم إلى الأبيض.

          وقد تبدأ تلك العملية عند البعض في وقت مبكر قبل أن يصلوا إلى سن الأربعين. ويكون ذلك بسبب حالة التوتر والقلق التي يعيشون فيها والتي تؤثر على أجسادهم، فتقل أو تتباطأ عملية إنتاج الملانين مبكرًا.

لماذا الأرض كروية الشكل؟

          إن الأرض كروية الشكل بسبب الجاذبية الأرضية. والجاذبية الأرضية هي التي تجذبنا نحو الأرض لنمشي عليها، ولولا الجاذبية الأرضية لكنا نسبح في الهواء.

          فلو لم تكن الأرض كروية وكانت على شكل مكعب مثلاً, فإن الجاذبية لن تتوزع بشكل متساوٍ، خصوصا عند زوايا المكعب لأن الزاوية ستكون أبعد من باقي الأجزاء عن مركز الجاذبية فتقل الجاذبية فيها.

          لذلك يجب أن تكون الأرض كروية حتى تتوزع عليها الجاذبية بشكل متساوٍ. كما أن الكواكب كلها كروية.

لماذا لون الطماطم أحمر؟

          تكون الطماطم حمراء عندما يكتمل نضجها. ولكن لماذا هي حمراء بالتحديد؟ فإن تلك المسألة تحتاج إلى شرح.

          يعتمد لون الشيء على ثلاثة أشياء.

          1 - طبيعته.
          2 - الضوء الذي يسقط عليه.
          3 - كيف تراه العين.

          وإليكم تجربة بسيطة: فإذا سقط ضوء الشمس على الطماطم والتي يحتوي شعاعها على سبعة ألوان أحمر, برتقالي, أصفر, أخضر, أزرق. نيلي وبنفسجي. فماذا يحدث؟

          عندما تسقط أشعة الشمس على الطماطم, فإن الطماطم مثل الإسفنجة تقوم بامتصاص جميع الألوان ماعدا اللون الأحمر. فقط اللون الأحمر ينعكس مرة أخرى إلى ضوء الشمس.

          جَرِّبْ أن تضع الطماطم تحت أشعة ضوء خضراء ولاحظ ماذا يحدث؟

          سيتحول لون الطماطم إلى أسود لأن الضوء الأخضر لا يحتوي على أية أشعة حمراء وغياب اللون الأحمر في أشعة الضوء يجعلها سوداء.

لماذا يوجد في بيوتنا أبواب؟ ولماذا نقوم بغلق الأبواب دائمًا؟

          إن الباب هو المنفذ الذي نخرج منه إلى الخارج وهو المدخل الذي ندخل منه إلى داخل المنزل. إن وجود باب أمر ضروري, غالبًا ما نحتاج إلى الهدوء والسكينة فندخل إلى غرفتنا ونقوم بغلق الباب حتى نشعر بالخصوصية. فعندما يُغلق الباب يشعر الإنسان بأنه في عالمه الخاص وكل ممتلكاته الخاصة محفوظة بداخل الغرفة التي يفصلها عن باقي الغرف الأخرى، باب.

          إن الباب يحمينا من البرد ومن الحر, ويحمينا من اللصوص ويحمينا أيضًا من الناس الفضوليين فيؤمن لنا الخصوصية.

لماذا نشعر بالغيرة؟

          أشعر بالغيرة عندما تهتم أمي بأخي الصغير أكثر مني, أشعر بالغيرة عندما يزور صديقي المقرَّب صديقا آخر في الإجازة. أشعر بالغيرة عندما تختار المدرِّسة صديقتي لتلعب دور البطلة في المسرحية ولا تختارني أنا.

          إن الغيرة يمكنها أن تدمر حياتك وتدمرك. ولكننا لا نستطيع التحكم بها.

          إن الشعور بالغيرة سببه عدم الثقة بالنفس. وعندما نفكر بأننا لا نستحق الحب أو النجاح. والغيرة أيضًا هي الشعور الذي يسبب الحسرة عندما نرى شخصًا يتمتع بشيء لا نستطيع الحصول عليه أو الخوف من أن نخسر شيئًا نملكه.

          كما أن الغيرة تخدعنا وتجعلنا نقتنع بأن السعادة موجودة في كل شيء لا تملكه أيدينا.

          يجب أن نتحكم في مشاعرنا عندما تتسلل إليها الغيرة لأن الغيرة مدمرة ويمكنها أن تدمر علاقتنا مع الآخرين وتجعلنا نهمل أنفسنا وننظر إلى الآخرين فقط.

لماذا ننام في الليل؟

          إن النوم مهم للصحة, هل تعلمون أصدقائي بأننا نقضي ثلث حياتنا في النوم, وهذا يعني أن الذي يبلغ عمره 60 سنة قد قضى 20 سنة من حياته في النوم. كما أن الطفل الرضيع ينام 16 ساعة في اليوم. والأطفال يتعلمون دائمًا فيحتاجون إلى ساعات نوم أكثر من البالغين. فإن الأطفال من سن السادسة وحتى سن الثانية عشرة يحتاجون إلى عشر ساعات نوم.

          والبالغون كذلك يحتاجون إلى 8 ساعات نوم كل يوم, لأنهم يقضون وقتًا طويلاً في العمل يوميًّا.

          إن النوم يريح أجسادنا ويريح عقولنا من التفكير والعمل. ويمنحنا الطاقة التي نحتاج إليها في اليوم التالي لنقوم بأعمالنا.

لماذا نكذب أحيانًا؟

          عندما تكون وحيداً في الصحراء، وتقوم بتأليف العديد من القصص الخيالية التي لم تحدث لك لا تعتبر كذبة, الكذب يحتاج إلى أكثر من شخص لكي نعتبره كذباً. كأن تكذب على صديقك أو والديك أو مدرسك.

          الكذب قد يكون «عند الخوف» أو قد يكون «تعويضيًا».

          ولكن ما هو الفرق بين النوعين؟

          الكذب «عند الخوف» هو عندما تقوم بفعل خاطئ وتخاف من ردة فعل والديك أو مدرسك فتكذب لكي تنجو من العقاب. ولكن قول الحقيقة هو الأسلم، لأنهم عندما يكتشفون بأننا نكذب فإننا نخسر ثقة من حولنا.

          أما الكذب التعويضي فهو الذي تقوم به لكي تضيف بعض التفاصيل الخيالية لحادث حدث لك بالفعل ولكنك تضيف إليه بعض المغامرات لكي يكون جذاباً لأصدقائك. كأن تحكي بأنك كنت ذاهبا إلى المدرسة وفي طريقك إليها وجدت أسدًا في الشارع واستطعت أن تهرب منه. قد تكون ذاهبًا إلى المدرسة فعلاً ولكنك لم تجد أسداً واخترعت تلك القصة لكي تجعل من قصة ذهابك إلى المدرسة أمراً مميزاً ومغامرة.

          قد يكون من الصعب علينا قول الحقيقة فيكون الكذب هو الطريق الأسهل. ولكن الكذب حبله قصير ومن السهل اكتشافه فنكون في موقف محرج يصعب الخروج منه.

          وقول الحقيقة يتطلب شجاعة منا ولكنه يجعلنا نشعر بالراحة بعد قوله. والأمر متروك لك لكي تختار قول الحقيقة أو الكذب!