النمل، هذا المخلوق الصغير الذي كرّمه الله بتسمية سورة كاملة في
القرآن الكريم باسمه، ويعادل حجم دماغه جزءا من الغرام مقارنة مع حجم دماغ الحوت
الذي يزيد حجم دماغه على دماغ النملة بمئة ألف مرّة، لكن النمل يقوم بمهام فيها من
الذكاء والدقة ما تتفوق به على أعمال الحوت.
النمل، المخلوق الدقيق، يحتوي رأس الواحد منها على 300000 خلية عصبية
تقريبًا تمكنه من القيام بعمليات يمارس بها حياته بسهولة ويسر وتنظيم.
أمة النمل مستقلة كما أمم الكون الأخرى ولمملكته تعاليمها وقوانينها
ولأفراده ذكاؤهم.
يعد النمل مثالاً على التفاني في العمل والتضحية في سبيل المجموع
والمصلحة العامة. أكثر ما يميز مملكة النمل من ناحية العمل الدقة في هندسة بناء
الجسور، هذه التقنية التي سبق النمل بها بني البشر ويعتمد فيها على التضحية ببعض
أجساد أفراد مملكته في سبيل المصلحة العامة، حيث يتسابق النمل الأكبر حجما للتمدد
في الحفر التي تعيق مسير قوافل النمل.
يقوم نوع من النمل يعيش في أمريكا الوسطى بعملية اختيار النمل الذي
يتناسب حجمه مع هذه المهمة.
من المؤكد أن النمل الذي يقدم تضحياته يتعرض للألم، يعمل بصبر وتحمّل
وتهون أمامه كل الصعوبات.