صديق الإبل

صديق الإبل
        

          «كاميرون أوليفر» طفل يبلغ من العمر الآن 13 عامًا، يعيش في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. كاميرون يحب كل الحيوانات، سواء أكانت أليفة أم بريّة. في البداية، وبعد قراءة مقال في إحدى الصحف المحلية علم أن 1 من كل 3 من الإبل تموت بسبب تناولها لمواد بلاستيكية، وذلك من القمامة التي يتركها الناس كمخلفات في الصحراء. يرمي مرتادو البر، المتنزهون والمسافرون العابرون مخلفاتهم كالأكياس، والحقائب، والزجاجات، والقبعات، والأغطية، والأطباق، والحاويات، والسكاكين والحبال وحتى الإطارات في الصحراء. والفضلات لا تبقى حيث تترك، بل تحملها الريح بعيدًا عن القرى والمدن لتلقي بها في الصحراء.

          الكثير من الحيوانات تواجه الموت سنويًا بطريقة مؤلمة جرّاء ابتلاع المخلفات البلاستيكية في البحار، وحتى في المدن. وابتلاع بعض هذه الحيوانات للقمامة قد يسبب لها الاختناق والموت مباشرة، بينما البعض الآخر قد يعيش لفترة أطول حتى تسدَّ أمعاءها بشكل كامل. وتلك معاناة طويلة مع الألم المبرح قبل الموت.

          «كاميرون» يشعر بالاستياء أن يجد الإبل والحيوانات البرية والأليفة منها تأكل النفايات البلاستيكية، وأن هذا البلاستيك يقتل العديد منها. إنه يعتقد أن الجمال في الشرق الأوسط جزء من التراث العالمي ويجب الحفاظ عليه. ولتوعية الناس بما تسببه المخلفات والأكياس البلاستيكية للإبل، قرر الاستعانة بمختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة (التلفزيون والصحف والمجلات). وأقام أيضًا سلسلة ندوات، وأضاف كاميرون قائلا: «أريد إيقاف هذا لأنني أريد لأبنائي أن يروا الجِمال وهي حيّة... لا أن يقرأوا عنها في الكتب، لابد لهذه العملية أن تتوقف!».

          وللمساعدة في تحقيق هدفه لحفظ الجِمال والحياة البرية، قام كاميرون بتصميم قمصان وملصقات، وأنشأ موقعًا إلكترونيًا على شبكة الإنترنت

www.cameronscamilcampaign.com

          لقد اكتسبت حملة «كاميرون» تقديرًا خاصًا من المهتمين بالبيئة وحاز عدة جوائز لجهوده المميزة منها جائزة حكومة أبوظبي لسنة 2008 التي تسلمها من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وكاميرون هو الأصغر سنًا ممن فازوا في تاريخ الجائزة. ويتوقع «كاميرون» أن يحتاج الأمر إلى سنوات طويلة لتغيير مواقف الناس وعاداتهم، لكنه قال: «إن هذه الحملة لن تتوقف، ما لم ينته موتُ الجِمال بسبب النفايات البلاستيكية».

الجَمَل:

          حيوان من فصيلة الجمليّات. ويشتهر بالكتلة الدهنية على ظهره التي تسمى السنام. في الوقت الحالي، هناك نوعان من الجِمال (أو الإبل): أحادية السنام (يسمى كذلك الجمل العربي، البعير العربي، الإبل العربية) وثنائية السنام. الجَمَل (والجمع جِمال وهي الإبل) يطلق على الذكر من الجِمال، ويقال للأنثى ناقة (والجمع نوق). تكيف الجمل على أكل الأشواك والعاقول. أما السنام فهو المكان الطبيعي لتخزين الدهون المتحولة من فائض غذائه، ولكن لا يخزن الجمل الماء في السنام كما هو الاعتقاد الشائع. وخلال عملية التنفس تتحول الدهون إلى طاقة تمده باحتياجاتِه في فترة الحرمان من الطعام.

          كذلك تتكيف عينا الجمل للرؤية مع وجود الغبار، وأرجله بها أخفاف مناسبة للسير على الرمال بما لها من مساحة سطحية واسعة. والجمل له قدرة عجيبة على تحمل نقص الماء في أنسجة جسمه، وأنه من خلال ذلك لا يفقد الماء من سائله الدموي إلا بنسبة ضئيلة للغاية. كما أنه يتحمل فقد الماء حتى 30 % في حين أن باقي الكائنات الحية تهلك إذا زاد فقد الماء من أجسامها على 20 %. أما الحرارة الزائدة فيفقدها أثناء الليل، ويقوم الجمل برفع درجة حرارة جسمه نهاراً حتى درجة 41.7 درجة مئوية متماشياً مع حرارة الجو المحيط به حتى لا يعرق. عندئذٍ يبدأ في إفراز العرق ليلطف درجة حرارة جسمه إن زادت درجة حرارة الجو المحيط على 42 درجة مئوية.

          الجمل وحيد السنام حيوان المناخ الحار وموطنه الأساسي الصحارى الحارة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ويعيش في العالم حاليًا قرابة 13 مليون جمل عربي مُدجَّن تنتشر بشكل رئيسي من غرب الهند عبر باكستان إلى إيران وحتى شمال أفريقيا.

 



إعداد: د. محمد عيسى الأنصاري