سبّاحٌ أوّل رغم الخوف!

سبّاحٌ أوّل رغم الخوف!
        

رسوم: إياد حمادة

          في نشاطها الصيفي، أعلنت مدرستي عن سباق سباحة بين المدارس، وكنت ممن اختارتهم المدرسة لتمثيلها في هذا السباق.

          رآني مدربي مرتعدًا من هذه المغامرة ..

          اقترب مني، وقال:

          على الشاطئ نجد البعض يمدون أصابع أقدامهم في المياه باحتراس، وبالكاد يبللون القدم، ثم يعودون ليستلقوا في الشمس، ويرجعون إلى منازلهم وهم يدّعون أنهم كانوا يسبحون!

          وهناك آخرون يتعمّقون حتى تصل المياه إلى خصرهم قبل أن يعودوا أدراجهم ليستلقوا على الرمال الدافئة!

          ولكن هناك المغامر الحقيقي الذي يستمر في التعمق أكثر، حتى تصل المياه إلى مستوى الأكتاف، وعندها يبدأ في السباحة، لقد دخل إلى أعمق مستوى ولديه الحق الآن أن يقول إنه كان يسبح حقًا!

          قلت لمدربي: ولكني أشعر بالخوف من الفشل.

          قال المدرب: الإيمان هو الجرأة لمواجهة خيبة الأمل، وتابع قائلًا: كم من أناس لا يدخلون في مجادلات ولا يشتركون في مسابقات، ويرفضون أن يرهنوا حياتهم بشيء يمكن أن يسبب لهم العظمة خوفًا من الفشل!

          قلت : ولكني قرأت هذه العبارة: «إذا لم تحاول أبدًا فلن تخسر أبدًا».

          قال: كم يكتئب قلبي عندما أسمع تلك العبارة الخاطئة المثبطة للهمم، وأكمل: كلا هذا ليس صحيحًا، فإنك تخسر ما قد يمكنك الحصول عليه لو حاولت.

          صمت مدربي قليلًا، ثم قال لي بحنان الأب:

          كن رجلًا.. وستتوجك الحياة بطلًا إذا كانت لديك الجرأة لمواجهة العواقب عندما تغامر بشيء ما.

          توقع نجاحك فإنني واثق أنك لن تبخل بشيء، بل ستعطي أقصى ما عندك وتعمل بطاقة إضافية وقد تغامر بسمعتك وصيتك واثقًا من النجاح.

          أخبر زملاءك على ثقة وبلا تردد أنك ستفوز.

          ولكني قلت له: لنفترض أني فشلت، فماذا سأقول آنذاك؟!

          أجابني على الفور: لو فشلت فتوجه رأسًا إليهم وقل حسنًا، على الأقل قد كان لديّ الإيمان بالفوز.. هل رأيت من قبل أي شخص فاز بمكسب عظيم وهو لم يكن يتكهن بذلك؟

          وقبل أن يتركني لمتابعة التدريب قال لي:

          سوف تجد نفسك فجأة في دائرة الأضواء، وستُركز عليك الأبصار.فالناس لا تولي انتباهًا للمتفرجين المستريحين في مقاعدهم، بل للمصارع الذي في الحلبة. وكلما كانت المجازفة عظيمة كثر جمهور المشاهدين، وحظيت بانتباههم، وتصفيقهم، وتشجيعهم.

          هل تعرفون ماذا حدث لي بعد هذا الحوار؟

          كنت الطالب الأول في سباق السباحة!

 



بقلم: عادل عطية