أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          كثيرون منكم يشاهدون بعض الطيور وهي تصطدم بأسلاك الكهرباء، أو بالطائرات ذات الارتفاع المنخفض، أو بمراوح مولدات الطاقة بقوة الرياح، فتسقط هذه الطيور أرضا من شدة الإعياء أو بسبب الموت المفاجئ، جرَّاء الاصطدام.

          فما سبب هذه الظاهرة، ومن المتسبب في حدوثها، هل الطيور نفسها أم أسلاك الكهرباء والطائرات والمراوح وغيرها مما صنع الإنسان على مدى الأزمان؟

          في حقيقة الأمر، أن علماء بريطانيين اكتشفوا أخيرًا أن السبب وراء ذلك هو الطيور نفسها، فهي لا توجِّه أنظارها إلى الأمام كثيرًا أثناء طيرانها، وإنما تنظر الطيور جانبًا وإلى الأسفل أثناء تحليقها أكثر من نظرها للأمام.

          وقال العلماء إن سبب كثرة نظر الطيور جانبًا وإلى الأسفل أثناء الطيران يكون عادة لاتقاء أعدائها من طيور أخرى مفترسة لا تهاجمها عادة من الأمام، وإنما من الجانبين الأيسر أو الأيمن، أو من الأسفل. وبالتالي فهي معرضة للاصطدام بأشياء كثيرة تكون في مواجهتها ولا تكترث لها كثيرًا.

          وقد تعودنا نحن البشر أن ننظر إلى الأمام أكثر من نظرنا إلى الجانبين أو الأسفل، ومَن يهاجمنا من الخلف نقول عنه عـادة إنه جبان لا يملك شجاعة المواجهة. غير أن الطيور لا تفكر في مسألة المواجهة من الأمام، فهي لها سلوك آخر غير السلوك البشري في الحيطة والحذر ومواجهة الأعداء أو اتقائهم.

          وعلى الرغم من أن حاسّة البصر هي الأهم لدى الطيور والحيوانات، والبعض يشبِّه حدّة البصر لدى الإنسان، ببصر الحدأة، أو الصقر، أو النسر الذي يحلق عاليًا ويرى الكون منبسطًا تحته، فإن طريقة رؤية الإنسان تختلف كثيرًا عن طريقة رؤية الطيور، وخاصة أثناء التحليق والطيران، وهكذا تتنوع الحياة على كوكبنا، ولله في خلقه شئون.

 



سليمان العسكري  





صورة الغلاف