كان لابد من تحقيق التوازن بين دراستي والأنشطة الإضافية.
ونتيجة لذلك، فقد كان علي أن أترك عروضًا مغرية ومهامًا جيدة كثيرة. العمل الجاد هو
دائمًا مفتاح نجاحي.
كلنا يملك موهبة في مجاله. البعض منا جيد في العلوم، والبعض الآخر
رائع في الفنون، بينما يبقى آخرون يطرحون أفكارًا يمكنها أن تؤدي إلى جعل هذا
العالم مكانا أفضل للعيش فيه. والشابة بريا فيرما ذات الثامنة عشرة سنة «من ولاية
شانديغار، الهند» قد حظيت بهذا كله. وهي حققت ما لم يستطع تحقيقه كثيرون من هم في
مثل عمرها. فهي شخصية متعددة الأوجه وتشهد على ذلك قائمة إنجازاتها المتنوعة. فهي
باختصار طالبة وكاتبة وصحافية وفنانة وباحثة مبدعة، اختصاصية بيئة، عالمة فضاء،
قيادية شبابية، ونموذجًا يحتذى بها، وعاملة اجتماعية وحاملة لجوائز في مجال حماية
البيئة والخدمات الاجتماعية وصنّاع التغيير.
لقد توصلت «بريا» إلى تقنية للحفاظ على المياه الجوفية. وشاركت في
العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية في الهند. لقد اقترحت نظرية جديدة موثقة
حول نشأة الكون (اعترفت بها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»)، ومنحت عضوية لمدى
الحياة في مجتمع جائزة نوبل لعلماء المدارس الثانوية، ومنحت جائزة كلايس نوبل للمنح
الأكاديمية للتميز في المجال الأكاديمي، والقيادة، وخدمات المجتمع من جمعية جائزة
نوبل للعلماء «NSHSS» . وقد تناولت الصحف الهندية قصصها بكثير من التفصيل، كما حصلت
على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من حكومات بلدان عدة. وفيما يلي نلقي الضوء
وبعض التفصيل فقط على أحد أهم إنجازاتها.
مشروع المحافظة على المياه
فهمت «بريا» أهمية المياه في وقت مبكر جدًا من حياتها. أدركت الخطر
الذي تواجهه اليوم الموارد المائية وأدركت أن الماء هو أهم الموارد اللازمة
لاستمرار الحياة على الأرض. ولكن، احتياطيات المياه على كوكبنا معرضة للنضوب في
المستقبل القريب، وقد حان الوقت لتقنين استهلاك المياه والحفاظ عليها لأجيال
المستقبل. وترى «بريا» أنه ما لم يتوقف الناس على الفور عن الاستهلاك الجائر للمياه
وهدرها، فإن موارد المياه الجوفية سيتم استنفادها مما سيكون له أثر سيئ على بيئتنا.
لن تبقى هناك غابات ونباتات وحيوانات، والعالم سوف يتحول بدوره إلى صحراء قاحلة في
وقت قريب.
توصلت «بريا» إلى تقنية لتجميع مياه الأمطار تؤدي إلى زيادة موارد
المياه الجوفية.
وكانت هذه التقنيات جزءاً من مشروع بعنوان «زيادة موارد المياه
الجوفية»، وتم اعتماده من قبل حكومة الهند، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «UNEP»
ومنظمات أخرى إقليمية وعالمية. الأفكار المقترحة في هذا المشروع جديدة، فعّالة من
حيث التكلفة، صديقة للبيئة، هادفة وقابلة للتطبيق على نطاق واسع، كما حظي المشروع
بتقدير كثير من المؤسسات الإقليمية والأمريكية والعالمية، نوجز فيما يلي بعضًا
منها:
- المشروع حظي بتقدير في الولايات المتحدة من برنامج سياسة
الابتكارالعالمية، جائزة الابتكار التكنولوجي الدولية من «وول ستريت جورنال»،
الجائزة الخضراء لسنة 2008 من متحف التقنية، جائزة كيلبي الدولية، جائزة مجلة أبطال
البيئة ومن آخرين. كما أن نشر الوعي العالمي في الحفاظ على المياه من خلال جهود
وابتكارات «بريا» قد جلب لها ولبلدها شهرة وسمعة كبيرتين في سن مبكرة.
- فازت «بريا» بالجائزة الوطنية للشباب - 2007 مقدمة من حكومة
الهند.
- المشروع تم اختياره لجائزة بطل البيئة الشاب الدولية لسنة 2008 التابعة
لمنظمة العمل من أجل الطبيعة الدولية، الولايات المتحدة. وكذلك تم اختياره لمؤتمر
قادة الشباب الدوليين العالمي لسنة 2008-2009 ممثلاً عن الهند.
- المشروع أدرج ضمن قائمة جائزة القمة العالمية للشباب في النمسا الذي
نظمته الأمم المتحدة واليونسكو وغيرهما من المنظمات.