العالم يتقدم: الديناصور الجبَّار طائر عملاق إعداد: رؤوف وصفي

العالم يتقدم: الديناصور الجبَّار طائر عملاق إعداد: رؤوف وصفي
        

          توصل العلماء الصينيون أخيرًا إلى اكتشاف مذهل، إذ عثروا على حفيرات متحجرة لديناصور ضخم في صحراء «جوبى»، ويعتبر هذا الديناصور البالغ وزنه طنًا ونصف الطن أكبر الديناصورات الشبيهة بالطيور، التي تم اكتشافها حتى الوقت الحاضر.

          ويبلغ طول هذا الديناصور العملاق نحو ثمانية أمتار وارتفاع فخذه حوالي أربعة أمتار، ويمثل لغزاً غامضاً، إذ يقول العلماء إن بعض صفاته لم يرها أحد من قبل في أي ديناصور.

          وقد أطلق عليه اسم «الديناصور الجبَّار الشبيه بالطيور»، ويعتقد أنه هلك منذ نحو 85 مليون عام، وأنه كان يعيش في العصر الطباشيري (من 136 إلى 65 مليون سنة)، وتميز هذا العصر بوجود طبقات سميكة من الحجر الجيري الطباشيري الأبيض.

          ومثله مثل الطيور الحالية، كان «الديناصور الجبَّار الشبيه بالطيور» ذا قائمتين ومنقار لكن بلا أسنان، وذراعين طويلتين ورجلين نحيفتين ومكسواً بالريش.

          ويتميز «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور» بخصائص لا نراها في أي ديناصور آخر، وتشمل عظمةَ العضدِ الهائلة (العظمة التي تمتد من الكتف إلى مرفق الذراع)، وفكًا سفليًا غريب الشكل وفتحات في فقرات ذيله. غير أن وظائف تلك الفتحات لاتزال مجهولة لنا.

مخالبٌّ فتَّاكة.. ومنقارٌ جبَّار

          «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور»، كان يزن حوالي ثلاثين مرة قدر وزن أي ديناصور آخر مكسو بالريش، يعرفه العلم. ويعتقد العلماء أنه ربما كان أكبر من ذلك، لأن الحفريات المتحجرة التي اكتشفت كانت لديناصور مازال «طفلاً» في الحادية عشرة من عمره! وعلى الرغم من أنه لم يكن يستطيع الطيران، فقد كان جسمه مغطى بالريش، وكانت له قائمتان أماميتان قصيرتان تنتهيان بيدين لهما مخالب فتاكة تشبه الخناجر ومنقار جبار مرعب. ورأسه التي توجد فوق عنق طويل كعنق النعامة كانت تشبه رأس طائر عملاق.

الديناصورات مجموعتان:

          - شبيهات السحالي (التي لها عظام فخذ شبيهة لما في السحالي الحديثة).

          - شبيهات الطيور (التي لها عظام فخذ شبيهة لما في الطيور الحديثة).

          وكان المعتقد منذ وقت طويل أنه كلما صغر حجم الديناصور،  ازداد شبهه بالطيور والعكس بالعكس. واكتشاف «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور» يثبت خطأ هذا الاعتقاد.

أسرع الديناصورات

          وطعام «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور»، يعتبر لغزاً، فقد كان رأسه صغيراً وعنقه طويلاً كأي حيوان عاشب (أي يتغذى على النباتات)، ولكن له أيضاً مخالب حادة كأي حيوان مفترس لاحم (أي يتغذى على اللحوم). ومازالت حتى الآن بعض خصائص الهيكل العظمي تحير الباحثين. فعلى سبيل المثال، هناك فتحة كبيرة في الفقرات العظمية مجهولة الوظائف.

          واكتشف العلماء سمة أخرى مثيرة في «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور» هي الساقان الشبيهتان لساقي الدجاجة. إذ لاحظوا أن الديناصورات الضخمة وخصوصاً ذات القدمين يكون لها عادة ساقان قصيرتان مكتنزتان، غير أن هذا الديناصور المكتشف حديثاً، بخلاف ذلك له ساقان طويلتان رفيعتان، ويوحي ذلك بأنه كان من أسرع الديناصورات على الرغم من حجمه الهائل.

          ويبين اكتشاف «الديناصور الجبار الشبيه بالطيور»، أنه على الرغم من معرفتنا بالكثير عن الديناصورات خلال عشرات السنين الأخيرة، فإن العديد منها مازال يحيط به الغموض.

 



رؤوف وصفي