أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          مرت الأيام سريعًا، وعاد إلينا من جديد شهر رمضان المبارك. ويأتي رمضان هذا العام، مثل العام السابق، في شهر من شهور السنة الساخنة جدًا، وهو شهر أغسطس المعروف بدرجة حرارته العالية في أقطار الوطن العربي، وخاصة في منطقة الخليج العربي.

          ويتصادف أن تكون غُرَّة شهر رمضان في هذا العام هي اليوم الأول من شهر أغسطس، أو غُرَّة شهر أغسطس. والغُرَّة (بضم الغين وتشديد الراء) هي بياض في جبهة الفرس أو الحصان، والجمع (غُرَر) وفي اللغة العربية فإن غُرَّة الشيء هي أوَّله وأكرمه، وغُرَّة الشهر أي طلعتُه وأوَّله.

          وها نحن نستقبل غُرَّة شهر رمضان كعادتنا في كل عام بالفرح والسرور والاستعداد الديني والروحي، فهو شهر نزل فيه القرآن، وهو شهر يكثُر فيه الإحسان والعفو والمغفرة، وهو شهر ليس كمثله شهر طوال العام.

          وتكاد تكون طقوس استقبال هذا الشهر الكريم في معظم الأقطار الإسلامية متشابهة، وتبدأ باستطلاع هلال شهر رمضان، والنظر إلى السماء لرؤية هذا الهلال الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته»، وعلى الرغم من وجود الحساب الفلكي (عن طريق الجداول والخرائط الفلكية) لدخول شهر رمضان وغيره من الشهور الهجرية، فإن رؤية الهلال في السماء هي المعمول بها ضمن طقوس الاحتفال باستقبال شهر رمضان في الكثير من الدول الإسلامية.

          ومن مظاهر أو طقوس استقبال هذا الشهر الكريم أيضًا الفوانيس والزينات والأعلام التي يعلقها الأولاد في الأزقة والحارات والشوارع وعلى الشرفات والحوانيت، وخاصة في المناطق الشعبية. مما يدخل البهجة على أهالي هذه المناطق. وأيضًا لرمضان موائده العامرة سواء في الإفطار أو السحور، بالإضافة إلى إقامة ما يسمى «موائد الرحمن» التي يتبرع بها بعض الموسرين وبعض الجهات الحكومية لمساندة الفقراء والمحتاجين والمعوزين في هذا الشهر الكريم.

          نتمنى لكم صومًا مقبولاً وإفطاراً شهيًا، وكل عام وأنتم بخير.

 



سليمان العسكري