العالم يتقدم: الدبور الأحمر خلية شمسية حية.. إعداد: رؤوف وصفي

العالم يتقدم: الدبور الأحمر خلية شمسية حية.. إعداد: رؤوف وصفي
        

          اكتشاف علمي مذهل توصل إليه العلماء مؤخراً، هو أن الدبور الأحمر، توجد في بطنه خلايا شمسية طبيعية، تولد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ويعد الدبور الأحمر، أول حشرة تعرف عنها هذه الخاصية. فما هو الدبور الأحمر؟.. الدبور الأحمر حشرة لها أجنحة شفافة بها عروقَ، طولها نحو ثلاثة سنتيمترات، ولونها العام بني داكن مختلط باللون الأحمر، والأجنحة بنية يتخللها اللون الأصفر، والوجه أصفر، وقرون الاستشعار بنية وصفراء والعيون سوداء اللون ومركبة. وتبني الدبابير الحمراء أعشاشها من الطين أو الخشب أو من ألياف النباتات بعد مضغها. وتكون هذه الأعشاش في تجاويف الأشجار أو زوايا الجدران.

الدبور الأحمر.. قاتل النحل

          والدبابير الحمراء تهاجم خلايا النحل وتفترس الشغالات وتأكل العسل، وبذلك تتلف الخلايا أو تضعفها، كما تتغذى على المواد السكرية والثمار الناضجة (مثل العنب والبلح). والدبابير الحمراء شرسة الطباع ولدغاتها مؤلمة. ويمكن مقاومتها بجمع الملكات وإعدامها ووضع شباك سلك على باب خلية النحل لمنعها من الدخول. وتنتشر الدبابير الحمراء في عدد من الدول العربية منها الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين ومصر والسودان والعراق.

لغز الأنسجة الصفراء.. والبنية

          قام الخبراء بعدة تجارب لاكتشاف كيفية إنتاج الكهرباء في الدبور الأحمر، واتضح لهم أن هناك صبغيات معينة في الأنسجة الصفراء للدبور الأحمر، تحتجز ضوء الشمس، بينما تولد الكهرباء الأنسجة البنية اللون.

          ومن المعروف أن هناك نباتات وبكتيريا يمكنها استغلال طاقة الشمس، ولكن لم يحدث من قبل مع الحيوانات.

          وبالمزيد من الدراسات التي أجريت على هيكل الدبور الأحمر، تبين أن الأنسجة البنية للحشرة تشبه فخاً لضوء الشمس، إذ أنها تقتنص الضوء في ثقوب ضئيلة للغاية، ولا تسمح إلا بانعكاس نحو واحد في المئة فقط منه. كما أن الأنسجة البنية للدبور الأحمر تحتوي على مادة «الميلانين»، تلك الصبغة التي تحمى خلايا البشرة لدى الإنسان من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، حيث تحولها إلى حرارة.

مضخة حرارة.. داخل الدبور الأحمر!

          الغريب أن بطن الدبور الأحمر وربما رأسه أيضاً الذي يعتبر مثل  خلية شمسية حية، مقسم بخطوط صفراء وبنية، وبالإضافة إلى ذلك يبدو أن هذه الحشرة العجيبة مزودة بمضخة حرارة داخلية، لديها القدرة على تبريد درجة حرارة الجسم في الأيام شديدة الحرارة، وتدفئته في الأيام شديدة البرودة.

          كما اكتشفت تلك القدرة العجيبة على توليد الكهرباء من أشعة الشمس، أيضاً في يرقات الدبابير الحمراء، وفي الجدران التي تحيط بأعشاشها. ويرجع العلماء ذلك النشاط الذى تبديه الدبابير الحمراء وقت سطوع الشمس، إلى طاقتها الكهربائية الداخلية، أما في الليل فإنه يمكن لهذه الحشرات تخزين الكهرباء بداخلها، حتى تستمد منها الطاقة للطيران ليلاً.

          كما أن التيار الكهربائي الذي ينشأ داخل الدبابير الحمراء، يقوم بتكييف درجة حرارة أعشاشها خاصة في الأيام الباردة، وكذلك يساعد على بقاء اليرقات في حالة جيدة إذ إنها تتحول فيما بعد إلى حشرات كاملة.

          ويهدف العلماء من دراسة طرق توليد الكهرباء من بطن الدبور الأحمر ورأسه، إلى محاولة ابتكار خلايا شمسية أكثر كفاءة، لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.

 



رؤوف وصفي   






الدبور الأحمر يُلهم العلماء ابتكار خلايا شمسية تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية





الدبور الأحمر يُلهم العلماء ابتكار خلايا شمسية تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية