أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          يحفل هذا الشهر بمناسبات كثيرة، أولها عيد الفطر المبارك الذي ينتظره المسلمون من عام إلى عام، بعد شهر الصوم العظيم، فكل عام وأنتم بخير.

          كما تبدأون في هذا الشهر عامًا دراسيًا جديدًا بعد إجازة صيفية طويلة نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بها وحصدتم فيها ما يجعلكم أكثر خبرة وعلمًا وعملاً، فكل يوم يمر علينا من المفروض أن نكون قد اكتسبنا فيه شيئًا جديدًا يُضاف إلى ما اكتسبناه في اليوم الذي قبله.

          أيضًا في هذا الشهر تمر علينا ذكرى رحيل اثنين من الزعماء العرب المجاهدين ضد الاستعمار والظلم في بلديهما، الأول هو الزعيم الليبي عمر المختار الملقّب بـ«شيخ الشهداء وأسد الصحراء»، وتمر على ميلاده هذا العام 150 سنة، وعلى استشهاده 80 سنة. فقد وُلد عمر المختار عام 1861 ورحل في شهر سبتمبر من عام 1931. وقد قاد عمر المختار مقاومة الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي منذ دخوله ليبيا عام 1911 ولمدة عشرين عامًا حتى وقع في الأسر وصدر ضده الحكم بالإعدام شنقًا لأنه يدافع عن حرية بلاده ضد الغزو الإيطالي، وبالفعل أُعدم الشيخ المجاهد عمر المختار في صباح يوم 16 سبتمبر من عام 1931.

          أما الزعيم الثاني الذي تحل ذكرى 100 سنة على رحيله في هذا الشهر، فهو الزعيم المصري أحمد عرابي الذي قاد ثورة عُرفت باسم «الثورة العرابية» ضد الخديوي توفيق الذي كان يحكم مصر أثناء تلك الثورة التي قامت في شهر سبتمبر أيضًا، ولكن في عام 1881 بسبب التدخل الأجنبي في شئون مصر وسوء أحوال البلاد الاقتصادية وغير ذلك من الأمور. ولكن فشلت ثورة عرابي وتم نفي زعيم الثورة إلى بلد آسيوي يسمى «سرنديب» أو «سيلان» وهي الآن تسمى «سيريلانكا». ثم يعود من منفاه عام 1903 ومعه شجرة مانجو يتم زراعتها في مصر للمرة الأولى.

          وبعد ثماني سنوات من عودة الزعيم أحمد عرابي من منفاه يتوفى في القاهرة في 12 سبتمبر من عام 1911.

          وهكذا تحتفل «العربي الصغير» معكم هذا الشهر بأكثر من مناسبة، منها ما هو ديني، ومنها ما هو تعليمي، ومنها ما هو وطني، وكل عام وأنتم بخير.

 



سليمان العسكري   






صورة الغلاف