أصدقاء الكرة

أصدقاء الكرة
        

رسوم: عفراء اليوسف

          سقطت الكرة من شاحنة الألعاب، ثم تدحرجت إلى الوادي، فرأت عصفورًا يقف على غصن شجرة، فقفزت نحوه قائلة: صباح الخير يا صديقي.

          فَرَدَ العصفور جناحيه، وحطَّ قرب الكرة، ونظر باستخفاف إليها، ثم قال:  لدي مجموعة كبيرة من الأصدقاء العصافير الذين يطيرون معي.

          قالت الكرة، وهي تقفز عاليًا: هاأنذا أطير مثلك.

          قال العصفور، وهو يفرد جناحيه: الطيران يختلف عن القفز.

          ثم حلق العصفور عاليًا، تاركًا الكرة في حالة من الذهول.

          حاولت الكرة أن تقفز عاليًا، لتلحق العصفور، ولكنها لم تقدر، فشعرت بالخيبة.  

          أخذت الكرة تتدحرج حتى رأت بُحيرة، فقفزت إليها، وبدأت تلهو بالماء. وعندما رأتِ بطةً تسبح، وحولها أفراخها الصغار، اقتربت منها قائلة: مرحبًا يا صديقتي.

          قالت البطة، وهي تدور حول الكرة: صديقاتي البطات يسبحن مثلي.

          قالت الكرة: هاأنذا أسبح مثلك في الماء.

          قالت البطة، وهي تسبح مبتعدة عن الكرة: ليس لديك منقار.. أو ريش.

          ضحكت البطات الصغيرات، فنظرت البطة الكبيرة إليهن مؤنبة، فصمتت البطات الصغيرات، وتبعن البطة الكبيرة بصمت. وظلت الكرة وحيدة في البحيرة. 

          قفزت الكرة من البحيرة، وراحت تتدحرج في البستان، فرأت قطة نائمة على العشب، فأيقظتها، لتقول لها: مرحبًا يا صديقتي.

          قالت القطة، وهي تتمطى:  صديقاتي من القطط اللواتي لهن فرو ناعم.. وهن يطاردن الفئران.

          ثم أغمضت القطة عينيها، وعادت إلى النوم. 

          ابتعدت الكرة عن القطة، وأخذت تتدحرج، حتى وصلت إلى الشارع، وفجأة تنبهت إلى أن شيئا أمسكها، نظرت حولها، فرأت طفلًا يحتضنها، فقالت له: مرحبًا يا صديقي.

          قال الطفل:  أنا وأصدقائي الأطفال نحب اللعب بالكرات.. لهذا سآخذك معي إلى الملعب.

          وأردف الطفل قائلًا:  إذا أحسنتِ اللعب معنا فستكونين صديقتنا جميعا؟.

          في الملعب، تجمَّع الأطفالُ وأخذوا يلعبون بالكرة التي كانت تطير كالعصفور، وتنط كالقطة، وإذا وقعت في المسبح تطفو كالبطة.

 



قصة: سامر أنور الشمالي