العالم من حولنا: حياة الأخطبوط

العالم من حولنا: حياة الأخطبوط
        

رسم: أحمد البهلولي

          أعتقد أن الكل مازال يتذكر الكائن البحري الذي سطع نجمه خلال أحداث مباريات مونديال كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا إنه الأخطبوط "بول"، أجل فكلنا يعرفه.. ولمن لا يعرفه فهو ليس لقباً للاعب برازيلي أو ألماني أو فرنسي.. إنه بكل بساطة "بول".. أجل بول الأخطبوط والحيوان الرخوي اللافقري الذي خطف الأضواء من جميع نجوم الكرة المستديرة وأصبح يتكهن بالفريق الذي سيفوز في المباريات القادمة بعدما يكون قد اختار العلم الذي سيئول إليه النصر، فمن منا أيها الأصدقاء يعرف طبيعة هذا الحيوان وحياته في قاع المحيطات من كوكبنا الأرض؟

          يعتقد العلماء أن الأخطبوط يعتبر من أذكى الكائنات التي خلقها الله تعالى، فقد حباه بميزات لا تتوافر في باقي الكائنات الحية سواء من حيث طبيعته الخلقية وأسلوبه في الصيد والدفاع عن نفسه أمام كل خطر يهدد حياته، لهذا أصبح وجهة لعلماء البحار يقومون باختبارات حول خلاياه العصبية لمعرفته أكثر، ومن أهم هذه الاختبارات قام عالمان إيطاليان خلال تسعينيات القرن العشرين بتعليم أخطبوط كيفية التمييز بين كرة حمراء وأخرى بيضاء وإذا ما اختار الحمراء فكانا يقدمان له مكافأة عبارة عن طعام، أما إذا اختار البيضاء فكانا يعرضانه لشحنة كهربائية خفيفة تشعره بألم بسيط كنوع من العقاب، وأمام تكرار هذه التجربة أصبح الأخطبوط تلقائيا يختار المكافأة أي الكرة الحمراء على البيضاء.

          ينتمي الأخطبوط إلى فصيلة رأسيات الأقدام وهي تضم أنواعًا كثيرة أشهرها بالإضافة إلى الأخطبوط - الحبار والسُّبيدج وهو من الرخويات يعيش في المياه الدافئة والاستوائية. 

          للأخطبوط ثماني أذرع طويلة تسمى بالمجسات، كل ذراع تحتوي على حوالي 240 شفاطة وهي عبارة عن فم لاصق يستطيع الأخطبوط من خلال هذه الشفاطات التعرف على طعم الأشياء التي تلامسها، فهو يستعملها كأداة حسيّة للتذوق، كما يمكن للأخطبوط أن يغير لونه بسرعة مذهلة تتناسب مع الوضع الذي يوجد فيه من محيطه، إذ تغطي جلده ملايين الخلايا الملونة. 

          سرعة الأخطبوط في مطاردة فريسته تكون ضعيفة لأنه في هذه الحالة يمزج بين السباحة والصيد، لهذا فهو يفضل أن يختبئ بين الصخور وينتظر فريسته ويفاجئها بمهاجمته المحكمة، لهذا فهو غالبًا ما يحب السرطانات البحرية التي تشكل وجبته الرائعة والمفضلة. 

          الأخطبوط حيوان بيوض، ميزة الأنثى أنها تبقى بدون أكل تحرس بيوضها وتحميها، إذ يصل عدد البويضات الملقحة التي تضعها الأنثى حوالي 100 ألف إلى 150 ألف بيضة وتستغرق عملية الوضع حوالي أسبوعين، وتستمر عملية حضانة البيض ما بين أسبوعين إلى 11 أسبوعًا. 

          الأخطبوطات الصغيرة التي تخرج من البيوض عند التفقيس تكون يتيمة الأم لذا بمجرد خروجها فإنها تعتمد على نفسها في الحصول على غذائها بنفسها.

          ومن أشهر الأسلحة التي يعرفها الجميع والتي يمتلكها الأخطبوط تلك المادة السوداء والتي تشبه الحبر، فعندما يشعر بالخطر فإنه لا يتردد في إطلاق تلك المادة على عدوه فتصبح الرؤية مستحيلة ويصعب مطاردته وبالتالي يتمكن الأخطبوط من الهرب بعيدًا.

هل تعلم..؟

          تعود أنثى الأخطبوط إلى جحرها في قاع البحر بعدما تكون قد وضعت حوالي 100 ألف بيضة، وتبقى في الجحر بدون أكل حتى تموت.

          يعتبر الأخطبوط الحيوان الوحيد في العالم الذي له ثلاثة قلوب، اثنان يضخان الدماء إلى الغلاصم (الخياشيم)، فيما الثالث يضخ الدم إلى باقي الجسم.

          الحبار العملاق: من فصيلة رأسيات الأقدام يصل طوله لحوالي 18 مترا، وقد يزن 2 طن.

 



إعداد: أحمد البهلولي