فيليكس يدعوكم لغرس تريليون شجرة

فيليكس يدعوكم لغرس تريليون شجرة
        

«توقف عن الكلام .. ابدأ الزرع الآن»

          فيليكس فينكباينر فتى ألماني يبلغ من العمر الآن ثلاثة عشرعامًا. في 19 يناير2007، عندما كان فيليكس في التاسعة من العمر وفي الصف الرابع راودته فكرة لغرس مليون شجرة في ألمانيا. خاطب زملاءه في الصف قائلًا: «دعونا نشارك أطفال العالم في زراعة مليون شجرة في بلداننا». ومن ثم عرض فيليكس فكرته على الفصول الأخرى في مدرسته، ثم زار مدارس أخرى في ألمانيا، مجنّدًا الشباب من أجل قضيته. في بادئ الأمر، استلهم  فيليكس  أفكاره من عمل الدكتورة «وانغاري ماتاي» الكينية الجنسية والحائزة على جائزة نوبل للسلام 2004، والتي ساهمت بغرس 30 مليون شجرة خلال 30 عامًا. وبالفعل نجح فيليكس في غرس شجرة المشروع الأولى في 28 مارس عام 2007.

          التقطت وسائل الإعلام قصته في وقت مبكر نسبيًا، وقد ساعد ذلك في جمع التبرعات. كما ساعدت فيليكس أيضًا عائلته التي تشاطره نفس الاهتمام بالبيئة مما مكنه من النجاح في فترة قصيرة نسبيًا. كان في البداية مجرد مشروع صغير في فصل دراسي نما بسرعة. ففي27 أغسطس 2007 وفي مؤتمر برنامج الأمم المتحدة الشبابي للبيئة في مدينة ليفركوزين الألمانية وعد فيليكس بتحويل مشروعه إلى جهد شبابي عالمي لحماية البيئة وغرس مليون شجرة في كل بلد من بلدان العالم.

          في 20 يونيو 2008 تمت دعوة فيليكس لإلقاء كلمة في مؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) تونزا (التعامل برعاية ومودّة)  للشباب والأطفال في ستافنجر، بالنرويج.  دعا فيها فيليكس الشباب لتولي قضية زرع مليون شجرة في كل بلد حول العالم. وسانده في ذلك 700 شاب من 105 بلاد. وتم انتخابه كذلك من قبل الشباب للعمل في عضوية مجلس إدارة تونزا الشبابية، الذي يقدم المشورة حول أفضل السبل لجذب الشباب وتثقيفهم بقضايا الأرض البيئية. وفي 18 أغسطس 2009 حضر نفس المؤتمر في كوريا الجنوبية وسانده أيضا 500 شاب من 54 دولة في مبادرته.

          منذ العام 2007، وأطفال مبادرة ما سمّوه «الزرع من أجل الأرض» ينادون بخفض إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويطالبون بالعدالة المناخية، لأن عواقب أزمة المناخ تضرب البلدان الأكثر فقرًا على نحو غير متناسب وأشد من بقية البلدان.

          إنهم يريدون زرع مليون شجرة في كل بلد من بلدان العالم، الأطفال مقتنعون بأن التشجير سيساهم في الحد من الآثار الناجمة عن أزمة المناخ.

          وفي 2 فبراير 2011 دُعِي فيليكس كمتحدث في الأمم المتحدة في حفل افتتاح السنة الدولية للغابات، في نيويورك الى جانب أطفال آخرين من بلدان مختلفة يمثلون مبادرة «الزرع من أجل الأرض». دعا فيليكس في كلمته أطفال العالم للانضمام إلى الجهود، لزرع الأشجار والعمل المشترك للحفاظ على مستقبل الطفولة الذي يرى أنه في خطر كبير. وأن هذا الجيل يواجه تحديات كبرى أكثر من أي وقت مضى. واغتنم الفرصة بدعوة تلقائية في أن يقوم الناس مجتمعين بغرس تريليون شجرة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050.

          الأطفال يعلقون آمالاً كبيرة على العام 2011، إنهم يريدون استغلال الاهتمام الموجّه للغابات لإعطاء صوت قوي لقضيتهم أيضا. عالميا هم يريدون إلهام الأطفال ليصبحوا نشطاء في مبادرة «الزرع من أجل الأرض»، استقطاب البالغين كداعمين وربما أيضًا جذب السياسيين للعمل في نهاية المطاف. إنهم ينتهزون مناسبة السنة الدولية للغابات لتكثيف أنشطتهم وقبل كل شيء للمشاركة على المستوى الدولي أكثر من ذي قبل.

          وخلال إقامته في نيويورك وواشنطن العاصمة قام فيليكس بزيارة عدة مدارس، وإلقاء الخطب ونظم أنشطة غرس أشجار بمشاركة الأطفال وتدريبهم على أن يصبحوا سفراء العدالة المناخية. وبهذه الطريقة، يؤكد مرة أخرى أنه يعتمد على الأطفال وعلى الأنشطة المشتركة.  وفي رأيه أن خطابه في الأمم المتحدة مهم جدًا، لكن الأهمية الأكبر بالنسبة له أن يصبح الأطفال في النهاية نشطاء معًا وفقًا للشعار  المعلن «توقف عن الكلام. ابدأ الزرع الآن»، لأن الأطفال لا يريدون انتظار الكبار طويلاً.   

          في 18 مارس 2011 تم رسميًا تأسيس رابطة «الزرع من أجل الأرض» وانتخاب مجلس إدارتها العالمي ليصبح أليكس رئيسها المنتخب. أعضاء مجلس الإدارة العالمي  الأربعة عشر ينتمون إلى ثماني دول.

          حاليًا هناك أكثر من 100.000 طفل ينتمون إلى 98 دولة يشاركون في أنشطة مبادرة الأطفال. ومقر الرابطة الرئيسي في ألمانيا، ويمكن لأي شخص أن يصبح عضوًا في الرابطة بغض النظر عن الجنسية أو السن.

          أطلقت الأمم المتحدة على سنة 2011 «سنة دولية للغابات». والأمم المتحدة تؤكد على مسئولية البشر في الاهتمام بالغابات: فالغابة ليست فقط موطنًا طبيعيًا لعدد لا يحصى من الحيوانات والنباتات، فهي أيضًا أهم خزان لثاني أكسيد الكربون يملكه البشر، يحمي المناخ والماء واليابسة.

  • حظي فيليكس خلال هذه الفترة بالعديد من الجوائز والمكافآت التقديرية والتكريم، كما نشرالعديد من الكتب والمقالات وهو مازال يواصل جهوده العالمية لتحقيق أهدافه.

 



إعداد: د. محمد الأنصاري