أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          في المملكة المتحدة (بريطانيا) يحتفلون هذا الشهر بعيد التفاحة. وكما نعرف فإن للتفاحة فضلاً كبيرًا على البشرية، منذ أن سقطت تفاحةٌ على العالِم الإنجليزي الشاب إسحق نيوتن عام 1666 فأخذ يفكر في كيفية سقوط التفاحة من الشجرة، واكتشف بعدها قانون الجاذبية الذي فتح آفاقًا كبيرة لتطور العلوم بعد ذلك.

          هكذا يحتفلون في الغرب بالعلامات المؤثرة في حياة البشر وفي مسيرة الإنسانية، وقد اختاروا التفاحة من جنس الفواكه لأن لها حكايات وحكايات منذ بدء الخليقة، حيث يعتقد البعض أن أبانا آدم طُرد من الجنة بسبب أكله تفاحة من الشجرة التي حرمها الله عليه.

          وعند بعض الشعوب كانت كلمة «تفاح» تستخدم لجميع الفواكه، ما عدا التوت، أي أن معظم الفاكهة كانت تسمى عندهم «تفاح»، بسبب أهمية تلك الثمرة التي تعد واحدة من أكثر أشجار الفاكهة من حيث الزراعة في العالم الآن. ولعل الفوائد الكثيرة التي تتمتع بها ثمرة التفاحة من الناحية الغذائية والصحية والاقتصادية جعل المزارعين يهتمون بزراعتها على نطاق واسع. لدرجة أن البعض أطلق على التفاحة أنها «غذاء ودواء معًا».

          وإذا كانت للتفاحة هذه الأهمية، فإن لدى العرب ثمرة مهمة أيضًا هي التمر (أو البلح أو الرطب أو البسر) وهي ثمرة أشجار الـنخيل المنتشرة في أرجاء الوطن العربي، ومشهورة بقيمتها الغذائية العالية. وقد اعتمد العرب عليها قديمًا في حياتهم اليومية.

          ومما يزيد من أهمية شجرة النخيل وثمارها أنه ورد ذكرها في أكثر من آية قرآنية مثل الآية 67 من سورة النحل وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . وأيضا ورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة مثل «بيتٌ ليس فيه تمرٌ جياعٌ أهلُهُ».

          وكما قلنا عن التفاح إنه غذاء ودواء، فإن التمر أيضًا غذاء ودواء، فهل نسمع يومًا أن العرب قرروا أن يحتفلوا سنويًا بشجرة النخيل، أو بالتمر، وأن يكون لها عيد مثل عيد التفاحة في المملكة المتحدة، يسمى «عيد التمر»؟.

 



سليمان العسكري   






صورة الغلاف