حكاية الجزر العجيبة (هدية العدد)

حكاية الجزر العجيبة (هدية العدد)
        

ترجمها عن الإسبانية: محمد إبراهيم مبروك
رسوم: حلمي التوني

          في بلدة بجوار البحر، كان يعيش صبي اسمه جييرمو مع أبويه في بيتهم الصغير قريبًا من الميناء. وكان الأب منشغلًا دائمًا في عمل المراكب، ومنشغلًا أيضًا عندما تعود من البحر، ليصلحها من التلف الذي تصيبها به النوات.

          وكبر الصبي بين المراكب والبحارة، وتعلم أشياء كثيرة عن السفر في البحر، وسرعان ما عرف كيف يقود وحده قاربًا، لكن وهو يجذف داخل الميناء، إذ لم يسمحوا له بأن يمضي أبعد من ذلك، لأنه كان لايزال صغيرًا.

          وصار جييرمو صديقًا حميمًا لبحار عجوز كانوا ينادون عليه بالجد «كاشيمبا».

          الجد كاشيمبا، الذي كان عجوزًا جدًا، لم يعد قادرًا على الخروج للبحر، فكان يسلي نفسه بأن يحكي لجييرمو حكايات كثيرة عن السفر في البحر، وعن صيادي السمك، والنوات في البحر، وتحطم السفن والمراكب وغرقها، ويظل جييرمو مأخوذًا بما يحكيه، يسمعه لساعات وساعات، وفي بعض الأحيان كان ينسى حتى الذهاب إلى بيته لتناول طعامه.

          الجد كاشيمبا علم الصبي كيف يتعرف على المراكب، ويميز بينها، وكيف يفتل الحبال، ويعقد العقد لو تفككت، وجعله يدرك اتجاهات الريح، ومواقع النجوم، والمد والجزر، والتيارات البحرية. وكان الأبوان لا يخفيان دهشتهما وهما يصغيان باهتمام إلى الصبي وهو يتكلم عن الأمور التي تتعلق بالبحر، والتي عرف الكثير منها، وأصبحت له خبرة بحار عجوز.

          كان الجد كاشيمبا قد علَّم الصبي، بشكل عملي، كيف يتعامل مع المراكب، وفي مرات عديدة كان يستغرق في التفكير، فيحكي لجييرمو حكايات وذكريات خيالية تفوق الوصف، التي لم يكن الصبي متأكدًا إن كانت عن أشياء حدثت في الحقيقة، أم أنها فقط أحلام بحار عجوز.

          وفي عصر أحد الأيام، وكان الاثنان يجلسان في قارب يرسو على البر، رأيا الشمس وهي تغرب في أعالي البحر. وفي هدوئه البالغ، تطلع الجد كاشيمبا إلى البحر، وقال فجأة، كما لو أنه يكلم نفسه:

          - هناك في البحر، ثلاث جزر.

          وسأل الصبي:

          - أي ثلاث جزر؟ أنا أعرف أن هناك في البحر أكثر من ثلاث جزر، بل أكثر من ثلاثة آلاف أيضًا.

          وكرر العجوز كما لو كان يحلم:

          - ثلاث جزر، ليست جزرًا كالجزر الأخرى، عليك أن تراها بنفسك، وجرب أن تذهب إليها، اقترب منها، ولف حولها، وسترى الجزر وهي تهرب منك، ثم وهي تبتعد، ولن تتمكن من الوصول إليها أبدًا.

          استمع الصبي إليه وهو لا يصدق ذلك، وكرر الجد كاشيمبا:

          - الجزر الثلاث موجودة في البحر، وأنا رأيتها بعيني أكثر من مرة، لكن لم أستطع أن أضع قدمي عليها، وسأموت وفي قلبي هذه الحسرة، إنها أكثر الجزر جمالًا....

          وسأل الصبي:

          - ولكن أين هي؟ وكيف يصفونها؟

          - لا أعرف كيف يصفونها، ولم يكن لزامًا على أحد أن يعرف ذلك. لم يرسموها أو يحددوا مكانًا لها في البحر على الخرائط. ولا أستطيع أن أقول لك حتى أين هي. كنت أحيانًا أراها أقرب إلى الشمال وأحيانًا أخرى أراها أقرب إلى الجنوب، وفي بعض الأمسيات كنت أصادفها في مثل هذا الوقت، عندما تذهب الشمس لتختفي عند الأفق فيبدو البحر كله وقد تحول إلى نار وضباب.

          رجع الصبي إلى بيته وقد أثار كلام الجد فضوله، فبحث عن كتب أبيه، وظل وقتًا طويلًا يبحث عن الجزر والشعب والصخور التي تبرز من تحت سطح الماء عند الجزر. لكن تلك الجزر والصخور كلها كانت معروفة جيدًا، بأسمائها، وصيادو السمك كانوا يعرفونها كلها، بل وأقاموا عليها.

          منذ ذلك اليوم لم ينمح من ذاكرته حديث البحار العجوز، ولا تعبيرات وجهه التي كانت ترتسم عليه وهو يحكي عن الجزر. ولابد أن تكون جزرًا عجيبة.

          وطوال ليالٍ، كان يحلم بجزر من الذهب، أو النار، كان يحلم بجزر ممتلئة بالكنوز، وبجزر قراصنة، ولم يعد يفكر الآن في أي شيء آخر أكثر من الجزر، فقرر أن يمضي إلى البحر باحثًا عنها.

          وفي وقت مبكر جدًا من صباح أحد الأيام، خرج من بيته حاملًا مخلاته المملوءة باحتياجاته من الطعام والشراب اللذين يحتاج إليهما في رحلته.

          نزل إلى الميناء، وركب قاربه. فكَّ حبل المرسى وأخذ يجذف. لقد تأخر أكثر مما يجب للخروج إلى البحر المفتوح.

          كان صباحًا رائعًا، والبحر مياهه زرقاء، وطيور النورس تعبر بكثرة فوقه، وجييرمو آخذ في إطلاق صيحاته وهو يجذف ويجذف محاكيًا أصوات النوارس، وبأعين مفتوحة على آخرها تطلع إلى اتساع الماء المحيط به، والذي لا حدود له.

          علت أمواج البحر الهائلة بقاربه علوًا شديدًا، وكاد الخوف أن يستولي عليه، وبعدها انزلق القارب على ظهر موجة وهوى إلى وادٍ عميق من الماء، وإذا بموجة أخرى عالية، هائلة الحجم ترتفع كوحش غريب بالقارب إلى أعلى ثم تهوي به. وهكذا موجة وراء أخرى. وفي قلب هذا الذي يجري، فقد الصبي إحساسه بالوقت، إذ كان منفعلًا بشدة، وهو، في الحقيقة، لم يسبق له أبدًا أن واجه البحر وجهًا لوجه، وهو بهذا الحجم الهائل المرعب. وفي أبويه لم يفكر، ولا في بيته، ولا في الإفطار الذي كان في انتظاره. هذه الأمور بدت له بالفعل بعيدة جدًا، ولا وجود الآن أمامه سوى البحر، وجزر، هي الجزر التي يبحث عنها.

          أتت موجة هائلة حملت القارب إلى أعلى وأبقته يتأرجح لمدة قصيرة فوقها، ومن هذا العلو رأى جييرمو بانفعال بالغ الشدة ثلاث جزر زرقاء وذهبية، في المدى البعيد هناك حيث تتجه مقدمة قاربه. ولم تكن تبدو له جزرًا من أرض وصخور، بل تبدو له فقط من بللور ونور، فصرخ الصبي:

          - الجزر!... الجزر العجيبة!

          وبدأ يجذف بقوة متزايدة. ولقد تحمل عدة ساعات وهو يجذف، حتى صار الآن في غاية التعب، لكن لا بد له من الوصول إلى شواطئ الجزر كلها، إلا أن الشمس حارقة، والبحث بدا لجييرمو وقد ازداد اتساعًا. وفكر وهو متهيب:

          - هذا ليس من أجل صبي مثلي، هذا للرجال الكبار ذوي القلوب شديدة الجسارة. والآن أدركت أنني صبي صغير وساذج، وخائف، وأنا أريد أن أصل إلى تلك الجزر، وإن لم يكن من أجل أن أستريح، فليكن من أجل أن أحس وأتأكد من أنني أقف على أرض ثابتة، وأنني خرجت من هذا البحر المخيف.

          وجذف بلا توقف، حتى ليلتقط أنفاسه، جذف بكل ما يملك من قوة، وذراعاه آلمتاه بشدة، ثم امتد الألم إلى ظهره أيضًا.

          لكن ما اتضح له، أن الجزر لا تقترب أبدًا، كما لو أنها تهرب منه، وبالفعل لم يعد يعرف كم من الوقت استغرق تجذيفه في البحر. وبدأ الصداع يؤلمه بشدة، ثم بدأ يصاب بدوار البحر.

          وواصل التجذيف، كما لو أنه يفعل ذلك في الحلم. ولم يكف عن التطلع في اتجاه الجزر، وكلما ارتفعت الأمواج، يراها على البعد هناك، أكثر جمالًا، وأكثر إثارة للخيال.

          وفكر بضيق: «ألن أصل إليها أبدًا؟»، وهو يجذف بلا توقف، وبالرغم من أن يديه صارتا محترقتين بالفعل، والفقاقيع تملأ راحتيه.

          وأقبل سرب من طيور النورس طائرًا نحو القارب، وكانت الطيور كثيرة الزعيق وهي تدور محومة فوق رأس الصبي، وفي الوقت الذي كان هو فيه منزعجًا منها إلا أن زعقات الطيور قضت على خوفه. لقد بدت له كما لو أنها تريد أن تقول له شيئًا ما، أمورًا لا تحمل خيرًا، مرة واحدة. وزعقت فيه ثانية ثم مرة أخرى. ما الذي تقوله؟ إنها تكلمه! تقول له أشياء بأصواتها الفظيعة.

          - خي.. خي، خي، خي، يا صبي! بحار صغير لعبة!

          هذا ما صرخ به فيه واحد من طيور النورس ثم طار بعيدًا. وصرخات أخرى يسمعها:

          - بحار صغير من الكرتون! ملابسك ستبتل، وستتحطم!

          - الجزر! ها، ها، ها! الجزر العجيبة، هه؟

          - الجزر الخيالية! هذه ليست لك!

          - إنها مملكتنا! ولن تصل إليها!

          - الجزر المفقودة في البحر! العظيمة، والصغيرة!

          - انظر إليها! انظر إليها! أنت تراها، لكن لن تطأها قدماك. لقد كان هناك وجود للزمن الذي وطأتها فيه أقدام رجال، لكن هذا الزمن لن يعود!

          - لقد داستها أقدام رجال، زرعوها، وجنوا من محاصيلها الخيالية، ومن فاكهتها ثمارًا الواحدة منها أكبر من ثمرة القرع العسلي!

          - قرع كله ذهب! قرع بطعم «الكريم كرامل»!

          - وزهور حمراء كالنار، كبيرة في حجم زهرة دوار الشمس!

          - إنها الزهور التي قطفتها الأميرة مايدا لتزين بها شعرها الأحمر!

          - في الجزيرة الأكبر، في الجبل الجميل الأزرق!

          - الأميرة التي أرادت أن تهاجم كل رجال الأرض، الأرض العظيمة الراسخة!

          - وأسماك أبو سيف قطعت الجزر من أساسها!

          - ريس... راس! جذِّف! فثلاث جزر تتحرك مع التيار!

          - ثلاث جزر تكونت من البحر!، تدفعها رياح الشمال نحو الجنوب!

          - ورياح الجنوب تدفعها نحو الشمال!

          - رياح الغرب تدفعها نحو الشاطئ، والأميرة مايدا تضع أزهارًا في شعرها الأحمر، تبتسم وتتهيأ!

          - ها! ها! إنها تبتسم وتتطلع إلى نفسها في المرآة، لكن رياح الشرق تدفع الجزر نحو الأفق!

          - الجزر الخيالية، لا أحد سيراها!

          - والأميرة مايدا لن تتزوج!

          - أميرة جميلة جدًا، وأزهار حمراء، وقرع عسل ذهبي!

          - لعجائز طيور النورس، ولرياح البحر!

          ظلت تزعق، وتزعق طيور النورس ثم أخذت تقترب من رأس الصبي، وفكر هو في أنها ستنقره بمناقيرها فأخذ يوجه لها ضرباته بالمجاذيف وبيديه! وهاجت طيور النورس وراحت تنقض عليه وتهاجمه بمناقيرها الهائلة. وقام  جييرمو الصغير واقفًا في القارب الذي أخذ يتأرجح به بشكل خطير، فأخذ يضرب الهواء وهو واقف، وطيور النورس تهرب دائمًا من ضرباته حتى أوقعت منه المجاذيف، التي سقطت في المياه فحملتها الأمواج وهي تطفو بعيدًا عن القارب، ولم يعد باستطاعة جييرمو الصغير، وهو في هذا الحال، أن يجذف.

          ولم يعد يمتلك أيضًا أي قدرة على الاستمرار في التجذيف، إذ صار منهكًا وميتًا من الخوف، ومال فكه الأسفل وفمه إلى تحت، وانخرط في البكاء.

          لم يعرف كم من الوقت مر به وهو على هذه الحال. وسرعان ما دفعت به الأمواج دون أن يعمل حسابًا لذلك، وانزلق للنوم في النهاية وظل مستغرقًا في النوم.

          صوت محبب، استيقظ على سماعه، وكان ذلك الصوت لرجل عجوز، فتح عينيه ورآه إلى جانبه. كان رجلًا عجوزًا ضئيل الجسم، يرتدي ملابس قديمة، أمسك برأسه ورفعه قليلاَ وجعله يشرب من إناء من لبن الماعز.

          - اشرب يا ابني، اشرب. كم أنت منهك.

          وسأل الصبي الذي رأى نفسه فوق أرض ثابتة:

          - أين أنا؟

          - في جزيرة الفنار، أكبر جزيرة من الجزر الثلاث.

          وسأله الصبي:

          - الجزر العجيبة؟

          - عجيبة؟ لا أعرف ما العجيب فيها. ليس فيها سوى الفنار، وجرف مليء بالأشجار البرية، أحجار وبؤس لا حد له.

          هذا ما قاله له العجوز بمرارة.

          - لكن الأميرة مايدا...؟

          - أميرات! الأميرات اللواتي مررن من هنا لسن سيئات إلى هذا الحد! كما لن تكون أميرة في نظرك زوجة عامل الفنار، بثؤلول (ورم جلدي خشن) في أنفها!، أو زوجتي التي لم يعد عندها بالفعل ولا سنة في فمها، والتي تقضي النهار كله وهي تقتلع الجذور الجافة للوقود!

          وسأله الصبي:

          - إذن من يعيش هنا في هذه الجزر؟

          - هنا في الجزيرة الكبرى، عامل الفنار وزوجته، وثلاث عائلات لصيادي سمك عجائز، وفي الجزيرة الوسطى لا وجود إلا لأرانب برية، وفي الصغرى طيور النورس. سكان طيبون من الملوك والدوقات!

          بقي الصبي صامتًا، وقد خاب أمله، وبعدها سأل العجوز:

          - لكن كيف وصلت أنا إلى هنا؟

          - البحر هو الذي حملك إلى هنا، البحر يا رجل! ما أسوأ ما فعلت به المجاذيف التي فقدتها. لكن على أي حال لا تضايق نفسك يا بني، لأنني سوف أحملك الآن إلى البر، إذ من الواجب علي أن أذهب، في كل الأحوال، لأشتري الجاز والخبز.

          بعد أن أفاق الصبي واسترد عافيته تلفت حوله ليستطلع الجزيرة، لم تكن سوى بقعة من أرض، مثل كل أرض: صخور، وأحجار، وأرض تكثر فيها الأشجار البرية، وبعض البيوت الصغيرة شديدة التواضع. فكر في أن البحر قد لعب معه لعبة خبيثة، إذ حمله البحر إلى جزر أخرى مختلفة عن الجزر التي كان يبحث عنها، الجزر الثلاث التي رآها (وهي الجزر التي كان الجد كاسيمبا قد رآها). كانت جزرًا خيالية. جزرًا مخلوقة من النور والذهب والضباب. أما التي هنا، فهي فقط جزر صخرية، قاسية مملوءة بالأحجار، تمامًا كالتي في الساحل. إلا أنه لم يرغب بالفعل في أن يوجه أسئلة للعجوز أكثر من ذلك، فما يريده الآن فقط، هو أن يعود إلى بيته، وأن يرى والديه.

          جهز الصياد العجوز زورقه، زورق قديم استهلكه البحر مثله، وسكان الجزيرة القليلون تجمعوا على الشاطئ ليروهما وهما يتأهبان للرحيل. أخذ جييرمو يتطلع إلى النساء... أتكون الأميرة مايدا مختبئة بينهن وتخفي وجهها بقناع؟ هذا لا يمكن، لأنهن لسن سوى عجائز رائحتهن ليست لطيفة.

          وصلا إلى البر والليل قد حل. وودع جييرمو الرجل العجوز وهو يشعر نحوه بالامتنان، وأهداه مخلاته بمؤونة الطعام والشراب.

          وسار على الفور عائدًا إلى بيته، فاستقبله والداه بفرحة إذ كانا قلقين جدًا عليه.

          - طوال النهار، وأنت خارج البيت، دون أن تقول لنا شيئًا، هل ترى أنك بهذا الشكل ولد طيب؟ ما الذي فعلته طوال النهار؟

          حنى جييرمو رأسه وهو يقول لهما بصوت خافت:

          - خرجت لأقوم بجولة بالقارب في البحر.

          خرج الأب وقد غضب بشدة من البيت وهو يصفق الباب وراءه بعنف، والأم التي كانت في الداخل، كانت تشعر بسرور ورضى بالغين إذ تجد الصبي أمامها مرة أخرى في البيت. قدمت له صحن شوربة لكي يتعشى. بينما كانت تقول له بلهجة عتاب:

          - لقد مر الوقت علينا ونحن خائفان بشدة عليك يا بني.

          وقال لها جييرمو بصوت خافت جدًا حتى أنها لم تسمعه:

          - وأنا أيضًا.

          فوق الشوربة كانت تطفو ثلاث لقيمات من الخبز المحمص، كانت تبدو له شبيهة في شكلها بثلاث جزر صغيرة. أكلها جييرمو بلهفة كما لو كان يريد أن يخفي في جوفه كل الجزر من العالم.

          ومن حوله بقيت فقط جدران حجرة الطعام، مريحة جدًا، وقطع الأثاث يعرفها جيدًا بالبقع والخطوط التي رسمها عليها بنفسه، وأمه التي تبتسم له، وهي الأكثر جمالًا من كل الأميرات. صحيح أن شعرها ليس أحمر، إلا أنه أسود فاحم ومصفف بشكل جميل جدًا... وعندما ابتسمت له، ابتسم لها جييرمو أيضًا!

 



للكاتبة الإسبانية: ماريا لويسا خيفائيل   






غلاف هدية العدد