أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          يحتفل المسلمون هذا الشهر بعيد الأضحى المبارك الذي أضحت قصته معروفة لديكم من خلال علاقة الأب (النبي إبراهيم) بابنه (النبي إسماعيل)، حيث رأى الأب في المنام أنه يذبح ابنه، وكانت تلك رؤيا نبي من أنبياء الله لابد أن تتحقق، وعندما حكى الأب لابنه قصة هذا المنام وتلك الرؤية، لم يخف الابن ولم يرتعد ويحزن، بل طلب من أبيه أن ينفذ ما رآه في رؤيته، وقال له: يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . ولكن عفا الله عنه وفداه بذبح عظيم.

          وهذه هي الأضحية التي سُمّيَ بها عيد الأضحى الذي تصاحبه الطقوس والشعائر المعروفة أثناء أيام الحج من لبس ملابس الإحرام والسعي والطواف حول الكعبة والتوجه إلى منى ومزدلفة وعرفات، ورمي الجمرات التي ترمز لقذف الشيطان بالحجارة.

          ولكن دعونا أبنائي الأعزاء نتوقف قليلا عند كلمة «الأضحية» حيث كانت هي المنقذ للنبي إسماعيل في طفولته من الذبح، فهذه الكلمة مشتقة من «الضُّحى» وهو الوقت من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس، وبه أقسم الله تعالى في قوله والضُّحَى والليلِ إذا سَجى ، كما قال تعالى في قَسَمٍ آخر والشمسِ وضحاها .

          ولعلكم تسألون وما علاقة هذا الضُّحى بأضحيةِ (وجمعها أضاحي) عيد الأضحى؟

          وأجيبكم بأن هناك علاقة كبيرة ووثيقة، ولكنها تحتاج إلى نوع من التأمل في اللغة العربية، فيُقال: ضَحَّى فلانٌ بالشاةِ أي ذَبَحها وقت الضُّحَى، لذا يُضَحِّي المسلمون بالذبائح بعد صلاة عيد الأضحى وليس قبلها، لأن الوقت قبل صلاة العيد لن يسمى ضُحى، حيث لا تكون الشمس قد طلعت بعد. وإنما الضُّحى يجيء بعد صلاة العيد التي تعقب دائما صلاة الفجر، فالضحى يأتي بعد الفجر.

          وقد ارتبط ذبح الشاة أو الكبش أو الخروف وغيرها من حيوانات غير محرَّمة، كونها أُضحية لأنها تُذبح في ساعات الضُّحى في يوم العيد الذي تبدأ ذبائحه بعد صلاة العيد وليس قبلها.

          ونتمنى من الله عزَّ وجل أن يجعل هذا العيد، وسائر أعياد المسلمين، سببًا للسعادة والبهجة والسرور، وكل عام وأنتم بخير.

 



سليمان العسكري  






صورة الغلاف