تَفَاني «أُوتانا» من أجل هواء نَقِي: د. محمد عيسى الأنصاري

تَفَاني «أُوتانا» من أجل هواء نَقِي: د. محمد عيسى الأنصاري
        

          عندما كانت في الصف السابع، توصلت «أوتانا» الى فكرة لمشروع مدرسي بعد قراءتها مقال في «مجلة تقارير المستهلك». حيث ذكرت المقالة أن بعض نماذج أجهزة تنقية الهواء تنفث كميات كبيرة من الأوزون.

          وفي سن الـ 12، شرعت «أوتانا» في إجراء تجربة علمية على أصدقائها . وأنجزت مشروعا مدرسيا علميا يركز على مستويات الأوزون الضارة المنبعثة من أجهزة تنقية الهواء وآثار ذلك على الناس الأصحاء وعلى أولئك الذين يعانون من الربو. وخلصت الى أن التعرض ساعتين فقط لبعض أجهزة تنقية الهواء المؤين في الأماكن المغلقة يقلص وظائف الرئة. وقد فاز مشروعها على مستوى المدرسة ومن ثم على مستوى المنطقة التعليمية.

          وفي وقت لاحق حصلت على اعتراف على المستوى الإقليمي. فبعد سنة (في سن 13) عرضت النتائج التي توصلت إليها على مجلس موارد الهواء في ولاية كاليفورنيا. واستند المجلس إلى نتائج البحث كدليل، وأقرَّ تشريعا قانونيا للحد من انبعاثات الأوزون من أجهزة تنقية الهواء في الأماكن المغلقة التي تباع في كاليفورنيا مما جعل كاليفورنيا الولاية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقنن هذه التقنية. وقد تم تكريمها من قبل وكالة حماية البيئة لعام 2007 بجائزة الرئيس للشباب في البيئة، وحصلت على اعتراف من اعضاء الكونغرس والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي قال في حق المكرمين بأنهم أصبحوا مثالا رائعا يقتدي به الناس عامة في جميع أنحاء البلد.

          ومنذ بلوغها الـ 15 من العمر، تعمل من أجل العدالة والوعي البيئي. وقد عرضت «أوتانا» نتائج أبحاثها في المؤتمرات منذ ذلك الحين، وأصبحت المتحدث الرئيسي في عدد من الاجتماعات والمؤتمرات العلمية، وكانت الناطق باسم جمعية الرئة الأمريكية، والتقت مع رئيس وكالة حماية البيئة والمسؤولين في الكونغرس داعية لوضع اللوائح الوطنية لانبعاثات الأوزون وتلقت جوائز من قناة ديسكفري، والرابطة الوطنية لتقدم الملونين.

          كما التحقت في هذه السن ببرنامج تدريبي داخلي في جامعة جنوب كاليفورنيا حيث ركزت على استخدام معلومات مكتب الإحصاء للولايات المتحدة لدراسة الخريطة الديموغرافية للسكان الذين يعيشون بالقرب من طرق السكك الحديدية. وعلى مجالات البحوث بشأن انبعاثات الديزل من القاطرات وغيرها من المعدات في السكك الحديدية. كما تروي «أوتانا»، فإنها بدأت العمل من خلال القراءة كثيراً. وعملت حول منافذ مدينة لوس أنجلوس، وحركة البضائع وتلويث الشاحنات والقطارات للهواء. وكانت «أوتانا» تستيقظ في الساعة الـ 5 صباحا كل يوم لأخذ القطار من منزلها في ريفرسايد إلى مركز العلوم الصحية بجامعة جنوب كاليفورنيا.

          يقول الدكتور «روب ماكونيل»، أستاذ الطب الوقائي في «كلية كيك» ونائب المدير العام لمركز الصحة البيئية للأطفال في جامعة كاليفورنيا لوس انجلوس عن «أوتانا» : «كان واضحا على الفور لي أن «أوتانا» كانت طالبة، أردنا أن نعرفها على نحو أفضل وأردنا رعاية اهتماماتها، وقد دعوتها لمواصلة التدريب الصيفي لدينا في مركز جامعة جنوب كاليفورنيا حتى تتمكن من صقل اهتماماتها ومهاراتها بالممارسة العملية».

          كما أعلنت «أوتانا» مؤخرا أنها تريد دراسة الطب بعد التخرج في الجامعة وتخطط لمواصلة حملتها من أجل الهواء النقي.

تلوث الهواء

          يستطيع الإنسان الاستغناء عن الطعام لعدة أيام ولكنه لايستطيع الاستغناء عن الهواء الا لدقائق معدودة، وبالتالي يجب أن يكون الهواء صالحاً للاستنشاق ولا يحتوي على سموم قد تسبب في النهاية أضراراً بالصحة العامة سواء على المدى الطويل أو القصير. ويتلوث الغلاف الهوائي عندما توجد فيه مواد غريبة أو عندما يحدث تغيير مهم في نسب مكوناته. وتوجد هذه المواد الغريبة معلقة في الجو بصورة صلبة أو سائلة أو غازية. وتعد المصانع ونواتج الاحتراق والمركبات ذات المحركات أهم مصادر التلوث الجوي في الوقت الحالي. فضلاً عن التجارب النووية والمبيدات الحشرية. وقد أحصى العلماء أكثر من مائة مادة ملوثة للجو ولها آثار ضارة على الإنسان والبيئة والتوازن الحيوي. كما أن نسبة الأكسجين في الهواء تمثل عاملا مهمًا في الحياة ولراحة الإنسان وأن نقصها أو زيادتها يسبب اختلالا في التنفس مما يسبب مضايقة وضعفا في النشاط وقد يؤدي إلى أضرار أكبر في حالة تغيير النسبة بقيمة كبيرة.

مكونات الهواء الجوي:

  • %78 غاز النتروجين
  • %21 غاز الأكسجين
  • %3-1 حجم الهواء يحتوي على بخار الماء غالباً
  • %0.3  ثاني اكسيد الكربون
  • كميات ضئيلة من الغازات الأخرى مثل: النيون والأرجون والهيليوم والكربتون والأمونيا والأوزون والميثان.

 



محمد عيسى الأنصاري