العالم يتقدم: ورق قاتل البكتيريا لتغليف طعام المستقبل: رؤوف وصفي

العالم يتقدم: ورق قاتل البكتيريا لتغليف طعام المستقبل: رؤوف وصفي
        

          البكتيريا أحياء وحيدة الخلية صغيرة جدًا منها الكروية والعصوية واللولبية، والبعض منها يسبب أمراضًا مثل السل والطاعون.

          وعرفت الفضة ومركباتها بقدرتها على قتل البكتيريا ،لهذا فهي تدخل في تصنيع أجهزة عديدة مثل الغسالات ومعدات تنقية المياه ومعدات الطبخ وأيضًا في المراهم الطبية.

          وكذلك تدمج الفضة في منتجات أخرى، مثل الطلاء البلاستيكي للأجهزة الطبية. وللفضة الكثير من الاستخدامات الأخرى، للحماية من البكتيريا الضارة بصحة الإنسان.

          ومؤخرًا ابتكر الخبراء منتجًا آخر إلى قائمة المنتجات التي تدخل الفضة في تصنيعها. وأطلق على المنتج الجديد «الورق قاتل البكتيريا»، وهو عبارة عن ورق تغليف عادي، ولكن أضيف إليه أجزاء ضئيلة للغاية من الفضة، هي «جسيمات الفضة النانوية».

          و«النانو» هو مقياس صغير جدًا يبلغ نحو جزء من ألف مليون جزء من المتر، ولكى تتصور مدى ضآلته، فإن كل "نانو" أصغر من سمك شعرة الرأس بخمسين ألف مرة!

حفظ الأغذية.. بالفضة النانوية

          - وبإضافة جسيمات الفضة النانوية، أمكن إنتاج «الورق قاتل البكتيريا» الذي سوف يستخدم لتغليف وتعبئة المواد الغذائية، وهكذا يحافظ عليها من الفساد، ويمكن للورق قاتل البكتيريا أن يوفر بديلًا آمنًا لطرق حفظ الأغذية.

          كيف يمكن إضافة جسيمات الفضة النانوية إلى ورق التغليف، لإنتاج الورق قاتل البكتيريا؟

          اتضح للخبراء أنه يمكن تغطية أوراق التغليف والتعبئة العادية، بطبقة رقيقة جدًا من جسيمات الفضة النانوية، بحيث تصبح هذه الأوراق قاتلة للبكتيريا الضارة. وكانت أفضل طريقة هي دفع جسيمات الفضة النانوية بواسطة أجهزة تصدر موجات صوتية، إلى سطح أوراق التغليف والتعبئة ولصقها هناك، حتى تغطي هذه الأوراق تمامًا. وهكذا تصبح أوراقًا قاتلة للبكتيريا.

قتل البكتيريا.. في دقائق!

          - وتكون جسيمات الفضة النانوية فوق أوراق التغليف والتعبئة، ناعمة وملساء ومتماسكة ومتينة تستمر طويلًا. ويختلف سمكها حسب الطلب والغرض الذي من أجله تستخدم الأوراق القاتلة للبكتيريا، وقد تمت تجربة هذه الأوراق بتعريضها لبكتيريا ضارة اسمها «إي كولاي»، وهي التي تسبب التسمم الغذائي، وتمكنت الأوراق القاتلة للبكتيريا، من قتل «إى كولاي» خلال دقائق، وهكذا تأكد العلماء أن هذه الأوراق صالحة للاستخدام لتغليف وتعبئة المواد الغذائية لحفظها من التلف.

          كما استخدمت جسيمات الفضة النانوية في صناعة النسيج، حيث أمكن إنتاج أقمشة مقاومة للبكتيريا الضارة، ومن ثم لا تتمكن من الوصول إلى جسم الإنسان. وهذه الأقمشة الجديدة تظل محتفظة بقدرتها على مقاومة البكتيريا، حتى لو تم غسلها مرات عديدة.

          وفي المستقبل القريب، عندما تشتري مواد غذائية، عليك التأكد من أن الغلاف يحتوي على مادة مقاومة للبكتيريا، مثل جسيمات الفضة النانوية، حتى تضمن أن المواد الغذائية لن تتعرض للتلف وأنها لن تسبب لك أي مشكلات صحية مثل التسمم الغذائي.

 



رؤوف وصفي